لكنّهُ طالبهم بالطاعه |
|
أن يذعنوا لموقفِ الجماعه |
ورجعت صاحبةُ الرسولِ |
|
يواجهون (ابن أبي سلولِ) |
بالوعي والأناةِ والصلابه |
|
قد نهجت طريقَها الصحابه (١) |
__________________
(١) في السنة السادسة من الهجرة وفي شهر ذي القعدة ، توجه الرسول صلىاللهعليهوآله في جمع كبير من المهاجرين والانصار وبعض القبائل العربية ، نحو مكة لاداء فريضة الحج. وكانت الخطوة على قدر كبير من الأهمية والخطورة ، فلقد اثار تحرك الرسول صلىاللهعليهوآله خوف المشركين في مكة ، فتحركوا لمواجهته عسكرياً ، بعد ان ظنوا انه يريد مواجهتهم عسكرياً.
لكن الرسول صلىاللهعليهوآله سلك طريقاً آخر ، واستقر في وادي الحديبية ، وأعلن انه لا يريد قتال قريش ، إنما جاء لزيارة البيت الحرام فبعثت قريش وفداً منها للتفاوض معه ، وبعد المفاوضات تمَّ توقيع معاهدة صلح عرفت بـ « صلح الحديبية » كان من أهم بنودها ، أن تتخلى قريش عن إيذاء المسلمين في مكة ، ولا تتعرض لهم بأذى وتكون الهدنة لعشر سنوات. تاريخ الطبري ٢ / ٢١٨ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٤.
وقبل عقد معاهدة الصلح بايع المسلمون الرسول صلىاللهعليهوآله على نصرته والقتال تحت رايته وقد سميت هذه البيعة بيعة الرضوان وفيها أنزل الله تعالى : ( لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ... ) الفتح / ١٨.
وسهيل بن عمرو ، هو مبعوث قريش في التفاوض مع الرسول صلىاللهعليهوآله وقد وقع المعاهدة ممثلاً عن قريش.
وكانت بنود المعاهدة تنص على ان يعود المسلمون إلى المدينة فلا يحجوا في هذا العام ، إنما يأتوا العام التالي للحج ، وقد إعترض بعض الصحابة على الرسول صلىاللهعليهوآله في هذا الاتفاق ، منهم عمر بن الخطاب ، لكن الأيام أثبتت أن هذه الوثيقة حققت مكاسب كبيرة للرسالة ، فلقد دخل الاسلام على إثرها عدد من الناس يفوق ما حدث في السنوات التي سبقت توقيع المعاهدة. وقد وصف الصاحبي البراء بن عازب ، ان فتح مكة كان يوم بيعة الرضوان. الطبرسي ـ مجمع البيان : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ).
وعبد الله بن أبي سلول ، رأس المنافقين في المدينة ، كان له دور خبيث في محاربة الرسالة ، وتثبيط عزائم المسلمين ، والغريب أن بعض المسلمين يعتبر هذا المنافق صحابياً ، على أساس أن الصحابي كل من رأى الرسول. وهم بذلك يلتمسون له العذر ولا يطعنون بإسلامه الكاذب وسلوكه المعادي للرسول والرسالة.