__________________
=
مُلازماً لحياة الامام المهدي عليهالسلام منذ أوائل عمره وعلى هذا يمكن القول أن الغيبة الصغرى إبتدأت مع ولادته ويمكن إعتبار السنوات الخمس التي قضاها مع والده العسكري عليهالسلام من ضمن مدة الغيبة الصغرى.
ويبدو ان هذا خطأ كون هذه السنوات الخمس قد رآه الناس والخلق من شيعته وغير شيعته في مرات كثيرة ، وهذا يعني أن غيبته الصغرى في الواقع إبتدأتْ بعد وفاة والده العسكري عليهالسلام وليس في ايام ولادته.
ان الغيبة الصغرى وما ترتب عليها من جعل السفراء والنوّاب قد أشار إليها الرسول الاكرم وأهل البيت عليهمالسلام من قبل ، كما ذكرتْ ذلك العشرات من النصوص الواردة بهذا الشأن ، إضافةً الى ذلك الى أن الامامين العسكريين عليهماالسلام كانا قد مهدا لهذا الامر بوضعهما نظام السفارة والوكالة من قبل تمهيداً لوقوعها فيما بعد.
واليك هنا عدة إشارات وتعليقات :
ـ إن الله سبحانه إنما أخفى مولده عليهالسلام ومن ثم غيّبه الغيبة الصغرى ، وما تلاها حتى لا تكون في عنقه عليهالسلام بيعةً لأحدٍ من الطغاة أو الظالمين.
ـ هذه الغيبة وما تلاها غير خاضعة لتفسير العقل البشري المحدود ، بل هناك حكمة من ورائها بعد ذلك ، وما علينا إلّا التسليم والانقياد لامر الله وحكمته عز وجلّ.
ـ إن الغيبة الصغرى وما تلاها لا تعني إبتعاد الامام المهدي عليهالسلام عن المجتمع بصورة كليّة كما يعتقد البعض ، بل تشير الوقائع الى أنه عليهالسلام كان حاضراً بصورة دائمة في وسط المجتمع ، ويعيش معه همومه وقضاياه ، بل ويتجاوب معه في أحايين كثيرة بالفكر ، والعمل ، والسلوك ، والنجدة حسب مقتضيات الظروف والمصلحة في ذلك ، وهذا أمر مؤكد حتى في أيام غيبته الكبرى.
ـ توجد لغيبته الصغرى والكبرى نظائر سواء على صعيد القرآن الكريم ، أو التاريخ الانساني المدوّن مما جعلها مقبولة عقلاً ، ومن ذلك غياب نبيّ الله يونس عليهالسلام في بطن الحوت مدة طويلة ثم رجوعه ثانيةً لممارسة دوره القيادي للأمة ، وهذا منصوص عليه في القرآن والكتب السماوية الاخرى ، وكذلك عودة أهل الكهف بنص القرآن الكريم بعد الاختفاء فيه سنين متطاولة ، وكذلك عزير عليهالسلام ذاك الذي مرّ على القرية فأماته الله مائة عام ثم بعثه ، كما ذكر في القرآن الكريم ، وغير ذلك من هذه الامثلة والمشاهد.
=