يخترق الصحراء في عناءِ |
|
دون مؤونة ودون ماءِ |
لكنهم قد واصلوا الطريقا |
|
متخذينَ صبرهم رفيقا |
حتى اذا ما وصلوا (تبوكا) |
|
والكلّ منهم قد غدا منهوكا |
ارتعب العدوُّ حين شاهدا |
|
جيشاً أتاهُ مؤمناً مسددا |
فاستسلموا طوعاً وأدّوا (الجزيه) |
|
وظل (يوحنّا) يجرُّ خزيه |
وقفلوا عوداً الى ديارهم |
|
يواصلون الليلَ في نهارهم |
في رحل طويلةِ وشُقّه |
|
بعيدة كثيرةِ المشقّه (١) |
* * *
__________________
(١) تواردت الانباء الى المدينة المنورة ، ان الروم يستعدون لغزو المسلمين وقد تحشدوا في تبوك فقرر الرسول صلىاللهعليهوآله ان يتصدى لردّهم ، فأصدر اوامره بالتهيؤ لقتال الروم ، لكن المنافقين في المدينة نشطوا في التحرك المضاد ، فكانوا يقومون بتثبيط العزائم لصرف المسلمين عن الانضمام لجيش الرسول فتخلّفَ بعض المؤمنين الضعاف عن غزوة تبوك وقد ذكرتهم سورة براءة.
واجه الرسول صلىاللهعليهوآله التحرك بقوة ، واعد جيشه للمسير ، وقد سمّي هذا الجيش بجيش العسرة لصعوبة تجهيزه لضخامته ولشدة الحرّ.
واستخلف الرسول صلىاللهعليهوآله على المدينة الامام علي عليهالسلام وكان الامام يريد الخروج مع الرسول ، فقال له الرسول قولته الشهيرة التي تتضمن الكثير من المضامين العقائدية والسياسية في حاضر الامة ومستقبلها : « أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، الا انه لا نبيّ بعدي » ويعرف هذا الحديث الصحيح في كتب السيرة والاخبار بحديث المنزلة الذي رواه الفريقان في مدوناتهم. خصائص النسائي / ١٤ ، وطبقات ابن سعد ١٣ / ٤.