اللغوي من أهل خبرة ذلك (١) ، بل انما هو من أهل خبرة موارد الاستعمال (*) بداهة (٢) أن همّه ضبط موارده ، لا تعيين أن أيّاً منها (٣) كان اللفظ فيه حقيقة أو مجازاً (**) وإلّا لوضعوا لذلك (٤) علامة ،
______________________________________________________
(١) أي : من أهل الخبرة بالأوضاع ، والأولى أن يقال : «من أهل الخبرة بها».
(٢) تعليل لعدم كون اللغوي من أهل الخبرة بالأوضاع.
(٣) أي : من موارد الاستعمال ، وضمير «همه» راجع إلى اللغوي ، وضمير «موارده» إلى الاستعمال ، وضمير «فيه» إلى «أيا».
(٤) غرضه إثبات عدم كون اللغوي خبيراً بالأوضاع ، وحاصله : أنه لو كان خبيراً بكل من المعاني الحقيقية والمجازية لكان اللازم وضع علامة لتشخيص
__________________
اللغوي من أهل الخبرة أولا ، ولم ينهض دليل على اعتبار قوله ـ بعد تسليم كونه من أهل الخبرة ـ ثانياً» لأن مناط اعتبار قولهم ـ وهو إفادة الوثوق ـ مفقود في قول اللغوي ، فلا وجه لاعتباره.
لكن فيه : أن بناء العقلاء على الرجوع إلى أهل الخبرة ليس على الوثوق الشخصي ، بل النوعيّ ، وهو حاصل من قول اللغوي بناءً على كونه من أهل الخبرة.
(*) بل ليس اللغوي من أهل خبرة موارد الاستعمال أيضا بناء على اعتبار النّظر والحدس في الخبروية كما هو كذلك ، وقد مرت الإشارة إليه في بعض التعاليق.
(**) لكن الإنصاف أن اللغوي وان لم يكن خبيراً بالأوضاع وعارفاً بالحقائق والمجازات ، إلّا أن قوله موجب لظهور اللفظ في المعنى الّذي استعمله فيه ، وهذا المقدار كاف في إثبات الظهور الّذي هو موضوع الحجة العقلائية.