وله ، وقد أجمع (١) رأيه على أن يفد على أمير المؤمنين عبد المؤمن ، فأخذ في ذلك مع أصحاب له فجعلوا يثنونه عن ذلك ، وظهر عليهم الحسد له ، فقال : [السريع]
سر نحو ما تختار لا تسمعن |
|
ما قاله زيد ولا عمرو |
كلّهم يحسد ما رمته |
|
مهما يساعد رأيك الدهر (٢) |
عجبت ممّن رام صدر العلا |
|
يروم أن يصفو له دهر |
فقالوا له : اتهمتنا في الودّ ، فقال : لو لم أتّهمكم كنت أتّهم عقلي ، والعياذ بالله تعالى من ذلك ، وكيف لا أتهمكم وقد غدوتم تثنونني عن زيارة خليفة لوالدي عنده مكان ، وله علينا إحسان ، ولي شافع عنده مقرب لمجلسه عقلي ولساني ، ولكني أنا المخطئ الذي عدلت عن العمل بقول القائل : [الطويل]
ولم يستشر في أمره غير نفسه |
|
ولم يرض إلّا قائم السيف صاحبا (٣) |
وله في شعاع الشمس والقمر (٤) على النهر : [الطويل]
ألا حبّذا نهر إذا ما لحظته |
|
أبى أن يردّ اللحظ عن حسنه الأنس |
ترى القمرين الدهر قد عنيا به |
|
يفضّضه بدر وتذهبه شمس |
وله في والده وقد شن (٥) عليه درعا : [الطويل]
أيا قائد الأبطال في كلّ وجهة |
|
تطير قلوب الأسد فيها من الذّعر |
لقد قلت لمّا أن رأيتك دارعا |
|
أيا حسن ما لاح الحباب على البحر (٦) |
وأنشدت والأبطال حولك هالة |
|
أيا حسن ما دار النجوم على البدر |
وقوله ، وقد بلغه أنّ حاسدا شكره : [المجتث]
متى سمعت ثناء |
|
عمّن غدا لك حاسد |
__________________
(١) في أصل ه : «اجتمع رأيه».
(٢) في ب ، ه : «كلهم يحمد ما رمته».
(٣) في ج ، ه : «ولم يرض إلا قائم النفس صاحبا» تحريف. والبيت من قصيدة لسعد بن ناشب المزني. انظر شرح التبريزي. تحقيق محيي الدين عبد الحميد ج ١ ص ٧٤.
(٤) في ب ، ه : «وله في شعاع القمر والشمس».
(٥) في ب ، ه : «وقد سن عليه درعا».
(٦) دارعا : لابسا الدرع.