وهي طويلة.
وقوله : «أربى على المزن الملث ـ البيت» هو معنى تلاعب الشعراء بكرته ، وأورده كل منهم على حسب مقدرته ، فقال بعض : [المنسرح]
من قاس جدواك بالغمام فما |
|
أنصف في الحكم بين شيئين |
أنت إذا جدت ضاحك أبدا |
|
وهو إذا جاد دامع العين |
وقال آخر : [الخفيف]
ما نوال الغمام يوم ربيع |
|
كنوال الأمير يوم سخاء |
فنوال الأمير بدرة عين |
|
ونوال الغمام قطرة ماء |
وهما من شواهد البديع.
وقال أبو عبد الله الحوضي التلمساني في قصيدة مدح بها سلطان تلمسان أبا عبد الله الزياني: [الخفيف]
أصبح المزن من عطائك يحكي |
|
يوم الاثنين للأنام عطاء |
كيف يدعى لك الغمام شبيها |
|
ولقد فقته سنا وسناء |
أنت تعطي إذا تقصّر مالا |
|
وهو يعطي إذا تطوّل ماء |
رجع ـ وذكر العماد في الخريدة ابن بقي المذكور ، وأورد له جملة من المقطعات ، ومحاسنه كثيرة رحمه الله تعالى ، وبقي على وزن علي.
رجع إلى بني عباد رحمهم الله تعالى.
وقال ابن اللبانة في بني عباد ما نصه : بماذا أصفهم وأحليهم ، وأي منقبة من الجلالة أوليهم (١) ، فهم القوم الذي تجل مناقبهم عن العد والإحصاء ، ولا يتعرض لها بالاستيفاء والاستقصاء ، ملوك بهم زينت الدنيا (٢) وتحلت ، وترقّت حيث شاءت وحلت ، إن ذكرت الحروب فعليهم يوقف منها الخبر اليقين ، أو عدّت المآثر فهم في ذلك في درجة السابقين ،
__________________
(١) المنقبة ـ بفتح الميم والقاف بينهما نون ساكنة : المأثرة والمحمدة. وأوليهم : أراد أنحلهم وأذكرها لهم ، وأصل معنى أوليهم : أعطيهم.
(٢) في ب ، ه «ملوك زينت بهم الدنيا».