جرح بجرح فاجعلوا ذا بذا |
|
فما الذي أوجب جرح الصّدود |
قلت : هذا السؤال يحتاج إلى جواب ، وقد رأيت لبلدينا القاضي الإمام الفاضل أبي الفضل قاسم العقباني التلمساني رحمه الله تعالى جوابه ؛ والغالب أنه من نظمه ، وهو قوله : [السريع]
أوجبه منّي يا سيدي |
|
جرح بخدّ ليس فيه الجحود |
وأنت فيما قلته مدّع |
|
فأين ما قلت وأين الشهود |
ومنهن أم الكرام بنت المعتصم بن صمادح ملك المريّة (١).
قال ابن سعيد في «المغرب» : كانت تنظم الشعر ، وعشقت الفتى المشهور بالجمال من دانية المعروف بالسمار ، وعملت فيه الموشحات ، ومن شعرها فيه : [السريع]
يا معشر الناس ألا فاعجبوا |
|
ممّا جنته لوعة الحبّ |
لولاه لم ينزل ببدر الدّجى |
|
من أفقه العلويّ للتّرب |
حسبي بمن أهواه لو أنه |
|
فارقني تابعه قلبي |
ومنهن الشاعرة الغسانية البجانية (٢)
ـ بالنون ـ نسبة إلى بجانة ، وهي كورة عظيمة ، وتشتهر بإقليم المرية ، وهي من أهل المائة الرابعة ، فمن نظمها من أبيات : [الطويل]
عهدتهم والعيش في ظلّ وصلهم |
|
أنيق وروض الوصل أخضر فينان |
ليالي سعد لا يخاف على الهوى |
|
عتاب ولا يخشى على الوصل هجران |
ومنهنّ (٣) العروضية مولاة أبي المطرّف عبد الرحمن بن غلبون الكاتب.
سكنت بلنسية ، وكانت قد أخذت عن مولاها النحو واللغة ، لكنها فاقته في ذلك ، وبرعت في العروض ، وكانت تحفظ «الكامل» للمبرد و «النوادر» للقالي وتشرحهما ؛ قال أبو داود سليمان بن نجاح : قرأت عليها الكتابين ، وأخذت عنها العروض ، وتوفيت بدانية بعد سيّدها في حدود الخمسين والأربعمائة ، رحمها الله تعالى!
__________________
(٦) ورد هذا البيت في ه هكذا :
ألحاظنا تجرحكم في الحشا |
|
ولحظكم يجرحنا في الخدود |
(١) انظر ترجمتها في المغرب ج ٢ ص ٢٠٢.
(٢) انظر ترجمتها في الجذوة ص ٣٧٩.
(٣) في ب : «ومنهن».