وقال ابن سعيد : يقال لنساء غرناطة المشهورات بالحسب والجلالة «العربيات» لمحافظتهنّ على المعاني العربية ، ومن أشهرهن زينب بنت زياد الوادي آشى ، وأختها حمدة ، وحمدة هذه هي القائلة وقد خرجت إلى نهر منقسم الجداول بين الرياض مع نسائها فسبحن في الماء وتلاعبن :
أباح الدمع أسراري بوادي
الأبيات ، انتهى
ومنهن عائشة بنت أحمد القرطبية.
قال ابن حيان في «المقتبس» لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعدلها علما وفهما وأدبا وشعرا وفصاحة ، تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجة ، وكانت حسنة الخط ، تكتب المصاحف ، وماتت عذراء لم تنكح سنة أربعمائة.
وقال في «المغرب» إنها من عجائب زمانها ، وغرائب أوانها ، وأبو عبد الله الطبيب عمها ، ولو قيل : «إنها أشعر منه» لجاز ، ودخلت على المظفر بن المنصور بن أبي عامر وبين يديه ولد ، فارتجلت : [الوافر]
أراك الله فيه ما تريد |
|
ولا برحت معاليه تزيد |
فقد دلّت مخايله على ما |
|
تؤمّله وطالعه السّعيد |
تشوّقت الجياد له وهزّ ال |
|
حسام هوى وأشرقت البنود |
وكيف يخيب شبل قد نمته |
|
إلى العليا ضراغمة أسود (١) |
فسوف تراه بدرا في سماء |
|
من العليا كواكبه الجنود |
فأنتم آل عامر خير آل |
|
زكا الأبناء منكم والجدود (٢) |
وليدكم لدى رأي كشيخ |
|
وشيخكم لدى حرب وليد |
وخطبها بعض الشعراء ممن لم ترضه فكتبت إليه : [الكامل]
أنا لبوة لكنّني لا أرتضي |
|
نفسي مناخا طول دهري من أحد |
ولو انّني أختار ذلك لم أجب |
|
كلبا وكم غلّقت سمعي عن أسد |
__________________
(١) يقع هذا البيت في ب ، ه تاليا لتاليه هنا.
(٢) في نسخة عند ه «زكا الإنبات منكم والجدود».