أليس الثمانون قد أقبلت |
|
فلم تبق في لذة مطمعا |
تقضّى الزمان ولا مطمع |
|
لما قد مضى منه أن يرجعا |
تقضّى الزمان فوا حسرتي |
|
لما فات منه وما ضيّعا |
ويا ويلتاه لذي شيبة |
|
يطيع هوى النفس فيما دعا |
وبعدا وسحقا له إذ غدا |
|
يسمّع وعظا ولن يسمعا |
وقال الأستاذ الزاهد أبو إسحاق الإلبيري الغرناطي رحمه الله تعالى : [الكامل]
كلّ امرئ فيما يدين يدان |
|
سبحان من لم يخل منه مكان |
يا عامر الدنيا ليسكنها وما |
|
هي بالتي يبقى بها سكّان |
تفنى وتبقى الأرض بعدك مثل ما |
|
يبقى المناخ ويرحل الرّكبان (١) |
أأسرّ في الدنيا بكل زيادة |
|
وزيادتي فيها هي النّقصان (٢) |
وقال أيضا رحمه الله تعالى : [المنسرح]
وذي غني أو همّته همته |
|
أن الغنيّ عنه غير منفصل |
يجرّ أذيال عجبه بطرا |
|
واختال للكبرياء في الحلل (٣) |
بزّته أيدي الخطوب بزّته |
|
فاعتاض بعد الجديد بالسّمل (٤) |
فلا تثق بالغني فآفت |
|
ه الفقر وصرف الزمان ذو دول |
كفى بنيل الكفاف عنه غنى |
|
فكن به فيه غير محتفل (٥) |
وقال رحمه الله تعالى : [الكامل]
لا شيء أخسر صفقة من عالم |
|
لعبت به الدنيا مع الجهّال |
فغدا يفرّق دينه أيدي سبا |
|
ويديله حرصا لجمع المال |
لا خير في كسب الحرام وقلّما |
|
يرجى الخلاص لكاسب لحلال |
فخذ الكفاف ولا تكن ذا فضلة |
|
فالفضل تسأل عنه أي سؤال |
__________________
(١) في ب ، ه «وترحل الركبان». والمناخ : اسم مكان من أناخ بمعنى مكان الإناخة.
(٢) في ه «السر في الدنيا بكل زيادة» ، تحريف.
(٣) العجب : الزهو ، الكبر.
(٤) بزته : سلبته. والسمل : البالي.
(٥) في ه «فكن به الدهر غير محتفل».