مهدتموها فصفا عيشها |
|
واتّصل الأمن ، فنعم القرار (١) |
ومنها :
فالشّاة لا يختلها ذئبها |
|
وإن أقامت معه في وجار (٢) |
ولما مات يوسف قام بالأمر بعده ابنه الشهير أمير المؤمنين يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن ، فقام بالأمر أحسن قيام ، ولما مات يوسف المذكور رثاه أديب الأندلس أبو بكر يحيى بن مجبر (٣) بقصيدة طويلة أجاد فيها ، وأولها : [الكامل]
جلّ الأسى فأسل دم الأجفان |
|
ماء الشؤون لغير هذا الشّان |
ويعقوب المنصور هو الذي أظهر أبهة ملك الموحدين ، ورفع راية الجهاد ، ونصب ميزان العدل ، وبسط الأحكام الشرعية ، وأظهر الدين ، وأمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ، وأقام الحدود على القريب والبعيد ، وله في ذلك أخبار ، وفيه يقول الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكاتمي (٤) الأسود الشاعر المشهور : [الوافر]
أزال حجابه عنّي وعيني |
|
تراه من المهابة في حجاب |
وقرّبني تفضّله ولكن |
|
بعدت مهابة عند اقترابي |
وكثرت الفتوحات في أيامه ، وأول ما نظر فيه عند صيرورة الأمر إليه بلاد الأندلس ، فنظر في شأنها ، ورتب مصالحها ، وقرر المقاتلين في مراكزهم ، ورجع إلى كرسي مملكته مراكش المحروسة ، وفي سنة ٥٨٦ بلغه أن الإفرنج ملكوا مدينة شلب وهي من غرب الأندلس ، فتوجه إليها بنفسه ، وحاصرها ، وأخذها ، وأنفذ في الوقت جيشا من الموحّدين والعرب ، ففتح أربع مدن مما بأيدي الإفرنج من البلاد التي كانوا أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين سنة ، وخافه صاحب طليطلة ، وسأله الهدنة والصلح ، فهادنه خمس سنين ، وعاد إلى مراكش ، وأنشد القائد (٥) أبو عبد الله بن وزير الشّلبي وهو من أمراء كتائب (٦) إشبيلية قصيدة يخاطب بها يعقوب المنصور فيما جرى في وقعة مع الفرنج كان الشّلبي المذكور مقدما فيها : [الطويل]
__________________
(١) في ج ، ه «واتصل الابن فنعم القرار».
(٢) الوجار : حجر الضبع وغيرها.
(٣) في أ«ابن جحر».
(٤) في ب «الكانمي».
(٥) في ب «وأنشد القائد أبو بكر بن عبد الله بن وزير الشلبي ...».
(٦) في أ«من أمراء كتاب إشبيلية» وقد أثبتنا ما في ب.