قلت : وبهذا تعرف وهم من نسب البيتين إلى عبد المهيمن الحضرمي [فإن هذا كان قبل أن يخلق والد عبد المهيمن الحضرمي](١) ، وقد أنشدهما أيضا ابن الجلاب الفهري في «روح الشعر ، وروح الشحر» (٢).
وقال أبو محمد القاسم بن الفتح الحجاري المعروف بابن افريولة : [الطويل]
ركابي بأرجاء الرّجاء مناخة |
|
ورائدها علمي بأنك لي ربّ |
وأنك علّام بما أنا قائل |
|
كما أنت علّام بما أضمر القلب |
لئن آدها ذنب تولّت بعبئه |
|
لقد قرعت بابا به يغفر الذّنب (٣) |
وقال أيضا : [الكامل]
عجبا لحبر قد تيقّن أنّه |
|
سيرى اقتراف يديه في ميزانه (٤) |
ثمّ امتطى ظهر المعاصي جهرة |
|
لم يثنه التأنيب عن عصيانه |
أنّى عصى ولكل جزء نعمة |
|
من نفسه وزمانه ومكانه |
وقال الشاعر الكبير الشهير أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن مجبر (٥) الفهري : [البسيط]
إنّ الشّدائد قد تغشى الكريم لأن |
|
تبين فضل سجاياه وتوضحه |
كمبرد القين إذ يعلو الحديد به |
|
وليس يأكله إلا ليصلحه (٦) |
وقال : [السريع]
لا تغبط المجدب في علمه |
|
وإن رأيت الخصب في حاله |
إنّ الّذي ضيّع من نفسه |
|
فوق الذي ثمّر من ماله |
وقال أبو الحجاج يوسف بن أحمد الأنصاري المنصفي البلنسي : [السريع]
قالت لي النّفس أتاك الرّدى |
|
وأنت في بحر الخطايا مقيم |
|
||
هل اتّخذت الزّاد قلت اقصري |
|
هل يحمل الزاد لدار الكريم (٧) |
وكان المنصفي المذكور صالحا ، وله رحلة حج فيها ، ومال إلى علم التصوّف ، رحمه الله تعالى ، وله فيه أشعار حملت عنه.
__________________
(١) ما بين حاصرتين لا يوجد في ج.
(٢) في ه «روح الشعر ، ودوح الشحر».
(٣) آداها : ثقل عليها وأضعفها.
(٤) الحبر : العالم.
(٥) في أ«بن مجير».
(٦) القين : الحداد.
(٧) في ب ، ه «هلّا اتخذت الزاد».