والمأمون والمؤتمن ، وكانوا نجوم ذلك الأفق وغيوث ذلك الزمن ، ولقد أجاد في ذلك كل الإجادة ، وأطال لمجدهم نجاده : [الطويل]
يغيثك في محل ، يعينك في ردي |
|
يروعك في درع ، يروقك في برد (١) |
جمال وإجمال وسبق وصولة |
|
كشمس الضّحى كالمزن كالبرق كالرّعد (٢) |
بمهجته شاد العلا ثمّ زادها |
|
بناء بأبناء جحاجحة لدّ (٣) |
بأربعة مثل الطّباع تركّبوا |
|
لتعديل ذكر المجد والشّرف العدّ |
والمأمون بن المعتمد قتله لمتونة بقرطبة ، والراضي يزيد قتلوه برندة كما سقنا خبره آنفا ، وفي حالتهم هذه يقول الشاعر المشهور عبد الجبار بن حمديس الصقلي : [الطويل]
ولمّا رحلتم بالنّدى في أكفّكم |
|
وقلقل رضوى منكم وثبير (٤) |
رفعت لساني بالقيامة قد دنت |
|
فهذي الجبال الرّاسيات تسير |
وفي قضية المعتمد (٥) يقول الداني المذكور : [البسيط]
لكلّ شيء من الأشياء ميقات |
|
وللمنى في مناياهنّ غايات |
والدهر في صفة الحرباء منغمس |
|
ألوان حالاته فيها استحالات (٦) |
ونحن من لعب الشّطرنج في يده |
|
وطالما قمرت بالبيدق الشّاة (٧) |
انفض يديك من الدنيا وزينتها |
|
فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا |
وقل لعالمها الأرضيّ قد كتمت |
|
سريرة العالم العلويّ أغمات |
وهي طويلة ذكرها الفتح وغيره.
وللداني أيضا قصيدة عملها في المعتمد وهو بأغمات سنة ٤٨٦ : [الطويل]
__________________
(١) يروقك : يعجبك.
(٢) المزن : جمع مزنة ، وهي السحابة الممطرة.
(٣) الجحاجحة : جمع جحجاح ، وهو السيد السمح الكريم. واللدّ : جمع ألدّ وهو الخصم الشديد الخصومة.
(٤) رضوى وثبير : جبلان ، وقلقل : حرك.
(٥) في ب ، ه «وفي قصة المعتمد».
(٦) في ه «والدهر في صبغة الحرباء».
(٧) قمرت : ربحت في القمار.