تبارك وجه وجّهت نحوه المنى |
|
فأوزعها شكرا وأوسعها طولا |
وما هو إلا وجهك الدائم الذي |
|
أقلّ جلى عليائه يخرس القولا |
تبرأت من حولي إليك وقوّتي |
|
فكن قوّتي في مطلبي وكن الحولا (١) |
وهب لي الرضا ما لي سوى ذاك مبتغى |
|
ولو لقيت نفسي على نيله الهولا |
وكان ـ رحمه الله تعالى! ـ حافظا للحديث ، مبرّزا في نقده ، تام المعرفة بطرقه ، ضابطا لأحكام أسانيده ، ذاكرا لرجاله ، ريّان من الأدب ، خطب ببلنسية ، واستقضى ، وكان مع ذلك من أولي الحزم والبسالة ، والإقدام والجزالة ، حضر الغزوات وباشر القتال بنفسه ، وأبلى بلاء حسنا ، وروى عن أبي القاسم بن حبيش وطبقته ، وصنف كتبا منها «مصباح الظلم» في الحديث ، و «الأربعون» عن أربعين شيخا لأربعين من الصحابة ، و «الأربعون السباعية» و «السباعيات» من حديث الصدفي ، و «حلية الأمالي في الموافقات والعوالي» و «تحفة الورّاد ، ونجعة الرّوّاد» و «المسلسلات» و «الإنشادات» و «كتاب الاكتفاء ، في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازي الثلاثة الخلفاء» و «ميدان السابقين ، وحلبة الصادقين ، المصدقين» في غرض كتاب الاستيعاب ، ولم يكمله ، «والمعجم» فيمن وافقت كنيته زوجه (٢) من الصحابة ، و «الإعلام ، بأخبار البخاري الإمام» و «المعجم ، في مشيخة أبي القاسم بن حبيش» و «برنامج رواياته» و «جنى الرطب ، في سنى الخطب» و «نكتة الأمثال ، ونفثة السحر الحلال» و «جهد النصيح (٣) ، في معارضة المعري في خطبة الفصيح» و «الامتثال لمثال المبهج في ابتداع الحكم واختراع الأمثال» و «مفاوضة القلب العليل ، ومنابذة الأمل الطويل ، بطريقة المعري في ملقى السبيل» و «مجازفتي اللحن ، لللاحن الممتحن» مائة مسألة ملغزة ، «نتيجة الحب الصميم ، وزكاة المنثور والمنظوم ، في مثال النعل النبوية على لابسها أفضل الصلاة والسلام» قال ابن رشيد : لو قال وزكاة النثير والنظيم لكان أحسن ، وله كتاب «الصحف المنتشرة ، في القطع المعشرة» و «ديوان رسائله» سفر ، و «ديوان شعره» سفر ، وكتب إلى الأديب الشهير أبي بحر صفوان بن إدريس المرسي عقب انفصاله من بلنسية سنة ٥٨٧ : [الطويل]
أحنّ إلى نجد ومن حلّ في نجد |
|
وما ذا الذي يغني حنيني أو يجدي |
وقد أوطنوها وادعين وخلّفوا |
|
محبّهم رهن الصّبابة والوجد |
__________________
(١) الحول ، بفتح الحاء وسكون الواو : القوة.
(٢) في ب «وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة».
(٣) في الذيل «جهد النصيح وحظ المنيح».