وأين بنت الجبن؟ لما بدت |
|
طارت إليها شوقا الباب (١) |
وأين الالبان لأكوابها |
|
في برم الأرزّ تسكاب |
واللحم بالبسباس قد ألفت |
|
لطبخه في القدر الاحطاب |
والعود ذو دندنة يطّبي |
|
آثارها للطار دبداب |
وملح الأصوات قد طورحت |
|
وجاء معبد وزرياب |
وفضّ للهو ختام ولم |
|
يسدّ في وجه الهوى باب |
وقيل للوقار قم قبل أن |
|
تسلب عنك الآن الاثواب |
وكلّ إنسان وما يشتهي |
|
ليس على مناه حجّاب |
مسترسلا ليس له عذّل |
|
كلّا ولا عليه رقّاب |
في راحة خلعت ارسانها |
|
لمثلها تعصر الاعناب |
فكلّ بستان قد استأسدت |
|
فيه النواوير والاعشاب |
وأطلع التراب أدواحه |
|
كأنها العرب الاتراب (٢) |
لما تحلّت بحلى زهرها |
|
داخلها بالحسن الاعجاب |
عرائس ليس لها في سوى |
|
مائه إذ ينبه خطّاب (٣) |
إمام تبدى ثمرات بدا |
|
في جنباتهنّ الارطاب (٤) |
كأنّه في العين ياقوت أو |
|
كأنّه في الفم جلّاب |
هيهات هيهات أمان لها |
|
خلّب برق لك خلّاب |
ما حوت الرءوس أمثالها |
|
فكيف تحويهن الاذناب |
قد عاق عن ذلك دهر به |
|
تعدم الافراح والاطراب |
يروم الإنسان غلابا له |
|
والدهر للإنسان غلّاب |
__________________
(١) في ب وقع هذا البيت هكذا :
وأين نبت الجبن مهما بدت |
|
طارت لها شوقا ألباب |
(٢) العرب ، بضمتين : جمع عروب وهي المرأة المتحببة إلى زوجها. والأتراب : جمع ترب ، وهو المساوي في العمر.
(٣) في ب «مائة أو ينية خطاب».
(٤) في ب «أيام تبدي ثمرات بدا».