عرفنا النّصر والفتح المبينا |
|
لسيّدنا أمير المؤمنينا |
إذا كان الحديث عن المعالي |
|
رأيت حديثكم فينا شجونا |
ومنها :
رويتم علمه فعلمتموه |
|
وصنتم عهده فغدا مصونا |
ومنهن أم الهناء بنت القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية ، سمعت أباها ، وكانت حاضرة النادرة ، سريعة التمثل ، من أهل العلم والفهم والعقل ، ولها تأليف في القبور ، ولما ولي أبوها قضاء المرية دخل داره وعيناه تذرفان وجدا لمفارقة وطنه ، فأنشدته متمثلة : [الكامل]
يا عين صار الدمع عندك عادة |
|
تبكين في فرح وفي أحزان |
وهذا البيت من جملة أبيات هي : [الكامل]
جاء الكتاب من الحبيب بأنّه |
|
سيزورني فاستعبرت أجفاني (١) |
غلب السرور عليّ حتى إنّه |
|
من عظم فرط مسرّتي أبكاني (٢) |
وبعده البيت ، وبعده :
فاستقبلي بالبشر يوم لقائه |
|
ودعي الدموع لليلة الهجران |
ومنهن مهجة القرطبية صاحبة ولّادة رحمهما الله تعالى (٣) ، وكانت من أجمل (٤) نساء زمانها ، وعلقت بها ولادة ، ولازمت تأديبها ، وكانت من أخف الناس روحا ، ووقع بينها وبين ولادة ما اقتضى أن قالت : [السريع]
ولادة قد صرت ولادة |
|
من غير بعل ، فضح الكاتم |
حكت لنا مريم لكنّه |
|
نخلة هذي ذكر قائم |
قال بعض الأكابر : لو سمع ابن الرومي هذا لأقر لها بالتقدم (٥).
ومن شعرها : [الطويل]
لئن قد حمى عن ثغرها كلّ حائم |
|
فما زال يحمى عن مطالبه الثّغر |
فذلك تحميه القواضب والقنا |
|
وهذا حماه من لواحظها السّحر |
__________________
(١) استعبرت : أسالت العبرات.
(٢) في ه «من فرط عظم مسرتي أبكاني».
(٣) انظر المغرب ١ : ١٤٣.
(٤) في ب ، ه «أجلّ نساء زمانها».
(٥) في ب ، ه «لأقر لها بالتقديم».