جناب بأعلاه بهار ونرجس |
|
فأبيض مفتر الثنايا وأصفر (١) |
وموردنا في قلب قلت كمقلة |
|
حذارا علينا من قذى العين تستر |
وكم قد هبطنا القاع نذعر وحشه |
|
ويا حسنه مستقبلا حين يذعر (٢) |
نقود إليه طائعا كلّ جارح |
|
له منخر رحب وخصر مضمّر |
إذا ما رميناه به عبثت به |
|
مدلّلة الأطراف عنهن تكشر (٣) |
تضمّ لأروى النّيق حزّان سهلها |
|
وقد فقدت فيها مهاة وجؤذر (٤) |
كذاك إلى أن صاح بالقوم صائح |
|
وأنذر بالبيت المشتت منذر |
وفرّقهم أيدي سبا وأصابهم |
|
على غرّة منهم قضاء مقدّر |
ونعود إلى حيث كنا من تبدد شمل الجيره ، وطيّ بساط الجزيرة :
أما شاطبة فكانت من قصبتها شوساء الطرف (٥) ، وببطحائها عروسا في نهاية الظرف فتخلى عن الذروة من أخلاها ، وقيل للكافر : شأنك وأعلاها ، فقبل أن تضع الحرب أوزارها ، كشط عنها إزارها (٦) ، فاستحلّ الحرمة أو تأوّلها ، وما انتظر أقصر المدة ولا أطولها ، وأما تدمير فجاد عودها على الهصر (٧) ، وأمكنت عدوها من القصر ، فداجى الكفر الإيمان ، وناجى الناقوس الأذان ، وما وراءها من الأصقاع التي باض الكفر فيها وفرّخ ، وأنزل بها ما أنسى التاريخ ومن أرخ ، فوصفكم على الحادثة فيها أتى ، وفي ضمان القدرة الانتصاف من عدوّ عثا وعتا (٨) ، وإنا لنرجوها كرة تفك البلاد من أسرها ، وتجبرها بعد كسرها ، وإن كانت الدولة العامرية منعت بالقراع ذمارها (٩) ، ورفعت على اليقاع (١٠) نارها ، فهذه العمرية بتلك المنقبة
__________________
(١) في ه «جنان بأعلاه بهار».
(٢) في ه «تذعر وحشه».
(٣) في ب «مؤللة الأطراف».
(٤) النيق : الجبل الطويل ، أو أعلى موضع في الجبل ، والمهاة : البقرة الوحشية. والجؤذر : ولد البقرة الوحشية.
(٥) الشوساء : الرافعة رأسها تكبرا ، ومذكرها أشوس.
(٦) كشط عنها غطاءها : رفعه عنها.
(٧) هصر العود هصرا : أماله وكسره.
(٨) عثا ـ بالمثلثة ـ أفسد. وعتا ـ بالمثناة ـ تجبر وتكبر.
(٩) القراع : النضال والقتال. والذمار : كل ما يجب أن يحميه المرء من عرض وغيره.
(١٠) اليقاع : ما ارتفع من الأرض.