لم أنفصل عنها بكأس مدامة |
|
حتى حملت محاسن الأخلاق |
ولمّا كتب أبو الحسن بن سعيد إلى الأديب القائد أبي العباس أحمد بن بلال يستدعيه ليوم أنس بقوله : [الوافر]
أبا العباس ، لو أبصرت حولي |
|
ندامى بادروا العيش الهنيّا |
يبيحون المدام ولا انتقاد |
|
وقارهم ويزدادون غيّا |
وهم مع ما بدا لك من عفاف |
|
يحبّون الصبيّة والصبيّا |
ويهوون المثالث والمثاني |
|
وشرب الراح صبحا أو عشيّا |
على الروض الذي يهدي لطرف |
|
وأنف منظرا بهجا وريّا |
فلا تلم السّريّ على ارتياح |
|
حكى طربا بجانبه سريّا |
وبادر نحو ناد ما خلا من |
|
نداك فقد عهدتك لوذعيّا (١) |
أجابه بقوله : [الوافر]
أبيت سوى المعالي يا عليّا |
|
فما تنفك دهرك أريحيّا |
تميل إذا النسيم سرى كغصن |
|
وتسري للمكارم مشرفيّا (٢) |
وترتاح ارتياحا بالمثاني |
|
وتفتض الصبيّة والصبيّا (٣) |
وتهوى الروض قلّده نداه |
|
وألبسه مع الحلل الحليّا |
وإن غنّى الحمام فلا اصطبار |
|
وإن خفق الخليج فنيت حيّا |
تذكّرني الشباب فلست أدري |
|
أصبحا حين تذكر أم عشيّا |
فلو أدركتني والغصن غضّ |
|
لأدركت الذي تهوى لديّا |
ولم أترك وحقّك قدر لحظ |
|
وقد ناديتني ذاك النّديّا |
وقال بعض أهل الأندلس : [الوافر]
وفرع كان يوعدني بأسر |
|
وكان القلب ليس له قرار |
فنادى وجهه لا خوف فاسكن |
|
«كلام الليل يمحوه النهار» |
__________________
(١) لوذعيا : ذكيا.
(٢) المشرفي : السيف المصنوع في المشارف.
(٣) في ب ، ه : «وتقتنص الصبية والصبيّا».