غدر الزمان وأهله عرف ولم |
|
أسمع بغدر يراعة وإباء |
وشرب المأمون بن ذي النون مع أبي بكر محمد بن أرفع رأسه الطليطلي وحفل من رؤساء ندمائه كان لبون وابن سفيان وابن الفرج وابن المثنى (١) ، فجرت مذاكرة في ملوك الطوائف في ذلك العصر ، فقال كلّ واحد ما عنده بحسب غرضه ، فقال ابن أرفع رأسه ارتجالا (٢) : [البسيط]
دعوا الملوك وأبناء الملوك فمن |
|
أضحى على البحر لم يشتق إلى نهر |
ما في البسيطة كالمأمون ذو كرم |
|
فانظر لتصديق ما أسمعت من خبر |
يا واحدا ما على علياه مختلف |
|
مذ جاد كفّك لم نحتج إلى المطر |
وقد طلعت لنا شمسا فما نظرت |
|
عين إلى كوكب يهدي ولا قمر |
وقد بدوت لنا وسطى ملوكهم |
|
فلم نعرّج على شذر ولا درر |
فداخل ابن ذي النون من الارتياح ما ليس عليه مزيد ، وأمر له بإحسان جزيل عتيد.
وقال أبو أحمد عبد المؤمن الطليطلي : [الطويل]
رأيت حيائي قادحا في معيشتي |
|
ويصعب تركي للحياء ويقبح (٣) |
وقد فسد الناس الذين عهدتهم |
|
وقد طال تأنيبي لمن ليس يصلح |
وله : [الطويل]
ولمّا غدوا بالغيد فوق جمالهم |
|
طفقت أنادي لا أطيق بهم همسا (٤) |
عسى عيس من أهوى تجود بوقفة |
|
ولو كوقوف العين لاحظت الشمسا |
وقال الزاهد أبو محمد عبد الله بن العسال (٥) : [الطويل]
أعندكم علم بأني متيّم |
|
وإلّا فما بال المدامع تسجم (٦) |
__________________
(١) في ب ، ه : «وابن مثنى» بدون الألف واللام.
(٢) انظر الصلة : ٨٧٤. والمغرب ج ٢ ص ١٨.
(٣) قادحا في معيشتي : معيبا فيها.
(٤) الغيد : جمع غيداء ، الفتاة المتثنية دلا.
(٥) انظر ترجمته في المغرب ج ٢ ص ٢١. وفي أ: «الغسال» وهو خطأ.
(٦) تسجم الدموع : تسال.