وفي تعب من يحسد الشمس نورها |
|
ويأمل أن يأتي لها بضريب (١) |
ومنهم ابن الحاج وأبو الحسن حازم القرطاجني الخزرجي ، وسمّاه «شدّ الزيار (٢) ، على جحفلة الحمار» وابن مؤمن القابسي ، وبهاء الدين بن النحاس.
ومن شعر حازم الأندلسي المذكور قوله : [الكامل]
لم تدر إذ سألتك ما أسلاكها |
|
أبكت أسّى أم قطعت أسلاكها |
وعارضه التجاني بقوله : [الكامل]
يا ساحر الألحاظ يا فتّاكها |
|
فتيا جواز الصّدّ من أفتاكها |
ومن حكاياتهم في المجون وما يجري مجراه أنّ الوزير أبا بكر بن الملح (٣) كان له ابن شاب (٤) ، فاسترسل مع الأدب إلى أن خرج من القول إلى الفعل ، وأتى بأشياء لا تليق بمثله ، فكتب إليه أبوه : [مخلع البسيط]
يا سخنة العين يا بنيّا |
|
ليتك ما كنت لي بنيّا |
أبكيت عيني ، أطلت حزني |
|
أمتّ صيتي وكان حيّا |
حططت قدري وكان أعلى |
|
في كلّ حال من الثّريّا |
أما كفاك الزّنى ارتكابا |
|
وشرب مشمولة الحميّا |
حتى ضربت الدفوف جهرا |
|
وقلت للشرّ : جىء إليّا |
فاليوم أبكيك ملء عيني |
|
لو كان يغني البكاء شيّا |
فأجابه ابنه بقوله : [مخلع البسيط]
يا لائم الصبّ في التصابي |
|
ما عنك يغني البكاء شيّا (٥) |
أوجفت خيل العتاب نحوي |
|
وقبل وثّبتها إليّا (٦) |
وقلت عمر الهنا قصير |
|
فاربح من العيش ما تهيّا |
قد كنت أرجو المتاب ممّا |
|
فتنت جهلا به وغيّا |
لو لا ثلاث شيوخ سوء |
|
أنت وإبليس والحميّا |
__________________
(١) الضريب : المثل ، الشبيه.
(٢) في ه : «شذو الزيار» وليس بشيء.
(٣) في ج : «أبا بكر بن المليح».
(٤) في ه : «ابن متأدب».
(٥) التصابي : الميل إلى الجهل والصبا والفتوة.
(٦) أوجف الخيل : جعلها تسرع.