فألفظ الكلم المنثور بينكما |
|
كأنّما هو من درّ ومرجان (١) |
لله درّك يا ذا الخطتين لقد |
|
خططت بالمدح فيه كلّ ديوان (٢) |
كلاكما البحر في جود وفي كرم |
|
أو الغمامة تسقي كلّ ظمآن (٣) |
إن كان فارس هيجاء ومعترك |
|
فأنت فارس إفصاح وتبيان |
فاذكر أبا نصر المعمور منزله |
|
بالرّفد ما شئت من مثنى ووحدان |
قصائدا لأخي ودّ وإن نزحت |
|
بك الرّكاب إلى أقصى خراسان |
وقال في ترجمة الأديب أبي بكر عبد المعطي (٤) : بيت شعر ونباهه ، وأبو بكر ممن انتبه خاطره للبدائع أيّ انتباهه (٥) ، وله أدب باهر ، ونظم كما سفرت أزاهر ، وقد أثبتّ له جمالا ، يبلغ آمالا ، فمن ذلك قوله ، وقد اجتمعنا في ليلة لم يضرب لها وعد ، ولم يعزب عنها سعد ، وهو قعديّ ، قد شبّ عن طوق الأنس في النّديّ ، وما قال خلا عمرو ولا عدا (٦) ، والكهولة قد قبضته ، وأقعدته عن ذلك وما أنهضته : [الوافر]
إمام النّثر والمنظوم فتح |
|
جميع النّاس ليل وهو صبح |
له قلم جليل لا يجارى |
|
يقرّ بفضله سيف ورمح |
يباري المزن ما سحّت سماحا |
|
وإن شحّت فليس لديه شحّ (٧) |
وكان مرتسما في عسكر قرطبة ، وكان ابن سراج يقوم له بكل ما يبغي تطلبه ، خيفة من لسانه ، ومحافظة على إحسانه ، ولما خرج إلى إقليش خرج معه ، وجعل يساير من شيّعه ، فلما حصلوا بفحص سرادق ، وهو موضع توديع المفارق للمفارق ، قرب منه أبو الحسين بن سراج لوداعه ، وأنشده في تفرق الشمل وانصداعه : [الطويل]
هم رحلوا عنّا لأمر لهم عنّا |
|
فما أحد منهم على أحد حنّا |
__________________
(١) في ه والمطمح «فألقط الكلم المنثور بينكما».
(٢) في المطمح «يا ذا الخطبتين» وفي ه «حططت بالمدح إلخ».
(٣) في ه «تشفي كل ظمآن» وفي المطمح «أو الغمامة فيها ريّ ظمآن».
(٤) المطمح ص ٩٦.
(٥) في ب «أي انتباهة».
(٦) في ب «وما قال خالي عمرو ولا عديّ».
(٧) سحت السحابة : صبت المطر صبا متتابعا. والمزن : جمع مزنة وهي السحابة الماطرة.