وقال أبو بكر يحيى التطيلي رحمه الله تعالى : [الطويل]
إليك بسطت الكفّ في فحمة الدّجى |
|
نداء غريق في الذّنوب عريق |
رجاك ضميري كي تخلّص جملتي |
|
وكم من فريق شافع لفريق |
وحكي أن بعض المغاربة كتب إلى الملك الكامل بن العادل بن أيوب رقعة في ورقة بيضاء ، إن قرئت في ضوء السراج كانت فضية ، وإن قرئت في الشمس كانت ذهبية ، وإن قرئت في الظل كانت حبرا أسود ، وفيها هذه الأبيات : [الطويل]
لئن صدّني البحر عن موطني |
|
وعيني بأشواقها زاهره |
فقد زخرف الله لي مكة |
|
بأنوار كعبته الزّاهره |
وزخرف لي بالنبي يثربا |
|
وبالملك الكامل القاهره |
فقال الملك الكامل قل :
وطيّب لي بالنّبي طيبة |
|
وبالملك الكامل القاهره |
وأظن أن المغربي أندلسي لقوله لئن صدني البحر عن موطني فلذلك أدخلته في أخبار الأندلسيين على غير تحقيق في ذلك (١) ، والله أعلم.
وأنشد أبو الوليد (٢) المعروف بابن الخليع قال : أنشدنا أبو عمر بن عبد البر النمري الحافظ: [الطويل]
تذكّرت من يبكي عليّ مداوما |
|
فلم ألف إلا العلم بالدّين والخبر |
علوم كتاب الله والسّنن التي |
|
أتت عن رسول الله مع صحة الأثر |
وعلم الألى من ناقديه وفهم ما |
|
له اختلفوا في العلم بالرّأي والنّظر |
وأنشد له أيضا : [الطويل]
مقالة ذي نصح وذات فوائد |
|
إذا من ذوي الألباب كان استماعها |
عليكم بآثار النّبيّ فإنّه |
|
من افضل أعمال الرّشاد اتّباعها |
وقال أبو الحسن عبد الملك بن عياش الكاتب الأزدي اليابري ، وسكن أبوه قرطبة (٣) : [الطويل]
__________________
(١) في ب «ولست على تحقيق ويقين». وفي ه «ولست على تحقيق في ذلك».
(٢) في ب ، ه «وأنشد ابن الوليد».
(٣) الذيل والتكملة ٥ / ٢٨.