قصار القدود ولكنهم |
|
أقاموا عليها قرونا طوالا |
أتذكر أيامنا بالصّبا |
|
وأنت إذا لحت كنت الهلالا |
أعانق منك القضيب الرطيب |
|
وأرشف من فيك ماء زلالا |
وأقنع منك بدون الحرام |
|
فتقسم جهدك أن لا حلالا |
سأهتك عرضك شيئا فشيئا |
|
وأكشف سترك حالا فحالا |
ومنها :
فيا عامر الخيل يا زيدها |
|
منعت القرى وأبحت العيالا |
وسبب قول ابن عمار هذه القصيدة أنّ المعتمد ندّر به (١) وذيّل على قصيدته الرائية المذكورة في القلائد بعد قوله : [الكامل]
كيف التفلت بالخديعة من يدي |
|
رجل الحقيقة من بني عمار |
وسخر به في أبيات مشهورة.
قال الفتح في حق المعتمد بعد كلام : وما زالت عقارب تلك الداخلة تدبّ ، وريحها العاصفة تهبّ ، ونارها تقد ، وضلوعها تحنق وتحقد ، وتضمر الغدر وتعتقد ، حتى دخل البلد من واديه ، وبدت من المكروه بواديه ، وكرّ عليه الدهر بعوائده (٢) وعواديه ، وهو مستمسك بعرى لذاته ، منغمس فيها بذاته ، ملقى بين جواريه ، مغتر بودائع ملكه وعواريه ، التي استرجعت منه في يومه ، ونبّهه فواتها من نومه ، ولمّا انتشر الداخلون في البلد ، وأوهنوا القوى والجلد ، خرج والموت يتسعّر في ألحاظه ، ويتصوّر من ألفاظه ، وحسامه يعد بمضائه ، ويتوقّد عند انتضائه ، فلقيهم برحبة القصر ، وقد ضاق بهم فضاؤها ، وتضعضعت من رجّتهم أعضاؤها ، فحمل فيهم حملة صيّرتهم فرقا ، وملأتهم فرقا (٣) ، وما زال يوالي عليهم الكر المعاد ، حتى أوردهم النهر وما بهم جواد ، وأودعهم حشاه كأنهم له فؤاد ، ثم انصرف وقد أيقن بانتهاء حاله ، وذهاب ملكه وارتحاله ، وعاد إلى قصره واستمسك فيه يومه وليلته مانعا لحوزته ، دافعا للذلّ عن عزّته ، وقد عزم على أفظع أمر ، وقال : بيدي لا بيد عمرو (٤) ، ثم صرفه تقاه ، عمّا
__________________
(١) في ه : «نذر به» محرفا.
(٢) في ه : «وكرّ عليه الدهر بعواديه».
(٣) الفرق ، بفتح الفاء والراء : الخوف.
(٤) هذا القول للزباء ملكة الجزيرة حين رأت عمرو بن عدي اللخمي قاصدا قتلها أخذا بثأر خاله جذيمة الأبرش ، وذهب مثلا.