وقال أبو الأصبغ بن رشيد الإشبيلي : لمّا هطلت بإشبيلية سحابة بقطر أحمر يوم السبت الثالث عشر من صفر عام أربعة وستين وخمسمائة : [المتقارب]
لقد آن للناس أن يقلعوا |
|
ويمشوا على السّنن الأقوم (١) |
متى عهد الغيث يا غافلا |
|
كلون العقيق أو العندم (٢) |
أظنّ الغمائم في جوّها |
|
بكت رحمة للورى بالدم |
وفيها أيضا : [الخفيف]
لا تكن دائم الكآبة ممّا |
|
قد غدا في الثرى نميرا نجيعا |
لطم البرق صفحة المزن حتى |
|
سال منه على الرياض نجيعا |
وله في دولاب : [البسيط]
ومنجنون إذا دارت سمعت لها |
|
صوتا أجشّ وظلّ الماء ينهمل (٣) |
كأنّ أقداسها ركب إذا سمعوا |
|
منها حداء بكوا للبين وارتحلوا |
وله فيمن اسمه مالك : [الوافر]
غزاليّ الجفون شقيق بدر |
|
تبسّم عن عقيق فوق درّ |
له نفحات مسك أيّ مسك |
|
له نفثات سحر أيّ سحر |
شكوت له الهوى والهجر منه |
|
فقال : عليك باسمي سوف تدري |
تعلّمت القساوة من سميّي |
|
وأحرقت القلوب بنار هجري |
وقال أبو بكر بن حجاج الغافقي في موسى وسيم إشبيلية الذي كان شعراؤها يتغزّلون فيه(٤): [الكامل]
من مبلغ موسى المليح رسالة |
|
بعثت له من كافري عشّاقه |
ما كان خلق راغبا عن دينه |
|
لو لم تكن توراته من ساقه |
وقال : [السريع]
__________________
(١) السنن ـ بفتح السين والنون ـ نهج الطريق.
(٢) العقيق : حجر كريم أحمر.
(٣) المنجنون : دولاب الماء الذي تسقى به الأرضون (الناعورة ، الساقية).
وينهمل : يتساقط.
(٤) انظر المغرب ج ١ ص ٢٦١.