وقال أبو جعفر بن صفوان المالقي رحمه الله تعالى : [الرجز]
سألته الإتيان نحوي مقبلا |
|
فقال سل نحوي كي تحصّلا |
قرأت باب الجمع من شوقي له |
|
وهو بالاشتغال عنّي قد سلا |
للاستغاثة ابتدأت تاليا |
|
وهو لأفعال التعدّي قد تلا |
وكلّما طلبت منه في الهوى |
|
عطفا غدا يطلب منّي بدلا |
وإن أرم محض إضافة له |
|
أعمل في قطعي عنه الحيلا |
في ألف الوصل ظللت باحثا |
|
وهو بباب الفصل قد تكفّلا |
فلست موصولا وليس عائدا |
|
وليس حالي عن أسى منتقلا |
فيا منى نفسي ومن لفهمه |
|
دانت فهوم الأذكياء النّبلا (١) |
وجدي موقوف عليك لا أرى |
|
عنك مدى الدهر له تنقّلا (٢) |
فما الذي يمنع من تسكينه |
|
والوقف بالتسكين حكم أعملا |
والحبّ مرفوع إليك مفرد |
|
فلم ترى لضمتي مستثقلا |
فالضّمّ للرفع غدا علامة |
|
في مفرد مثلي فأوضح مشكلا |
لا زلت للهيام عنّي رافعا |
|
للوصل ناصبا ، لقولي معملا |
للشوق مسكنا ، لهجري صارفا |
|
بالقرب من حال البعاد مبدلا |
تجزم أمرا في الأماني ماضيا |
|
وتبتدي بما تشا مستقبلا |
وقال محمد بن إدريس القضاعي الأصطبوني : [الطويل]
علاه رياض أو رقت بمحامد |
|
تنوّر بالجدوى وتثمر بالأمل |
تسحّ عليها من نداه غمامة |
|
تروّي ثرى المعروف بالعلّ والنّهل (٣) |
وهل هو إلّا الشمس نفسا ورفعة |
|
فيقرب بالجدوى ويبعد بالأمل |
تعمّ أياديه البريّة كلّها |
|
فدان وقاص جود كفّيه قد شمل |
وقال محمد التطيلي الهذلي ، من أعيان غرناطة (٤) : [الكامل]
__________________
(١) دانت : اقتربت.
(٢) في ج : «عنك مدى الدهر له منتقلا» فتكرر القافية ، وهو عيب في القافية.
(٣) تسح : تصب الماء صبا متتابعا. والعلّ : الشرب ثانية. والنهل : أول الشرب.
(٤) انظر ترجمة التطيلي في المغرب ج ٢ ص ٤٥٠.