طلعت طلائع للربيع فأطلعت |
|
في الروض وردا قبل حين أوانه |
حيّا أمير المؤمنين مبشّرا |
|
ومؤمّلا للنيل من إحسانه |
ضنّت سحائبه عليه بمائه |
|
فأتاه يستسقيه ماء بنانه |
دامت لنا أيامه موصولة |
|
بالعزّ والتمكين في سلطانه |
وقال أبو جعفر أحمد بن طلحة من جزيرة شقر (١) : [السريع]
يا هل ترى أظرف من يومنا |
|
قلّد جيد الأفق طوق العقيق |
وأنطق الورق بعيدانها |
|
مطربة كلّ قضيب وريق |
والشمس لا تشرب خمر الندى |
|
في الروض إلّا بكؤوس الشقيق (٢) |
وقال أبو جعفر الغسّاني من أهل وادي آش ، واستوطن غرناطة ، ثم مات بالمرية ، فكتب على حمالة قراب لموطّإ الإمام مالك ، بعد ما استنجد قرائح أدباء عصره ، واستصرخ اختراعاتهم لنصره ، فكلّهم قصّر عن غرضه ، وأداء مفترضه ، فقال هو : [المجتث]
يا طالبا لكمال |
|
حفظي أتمّ كمالك (٣) |
فما تقلّدت مثلي |
|
إذ لم تقلّد كمالك |
وقال أبو بكر يحيى بن بقيّ : [الكامل]
خذها على وجه الربيع المخصب |
|
لم يقض حقّ الروض من لم يشرب |
هممي سماء علا وهمّي مارد |
|
فارجمه من تلك الكؤوس بكوكب |
وهو رحمه الله تعالى صاحب الأبيات المشهورة : [الكامل]
زحزحته عن أضلع تشتاقه |
|
كيلا ينام على فراش خافق |
وانتقد عليه بعض اللطفاء فقال : إنه كان جافي الطبع حيث قال «زحزحته» ولو قال* باعدت عنه أضلعا تشتاقه* لكان أحسن.
وقال السلطان المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس يستدعي (٤) : [مخلع البسيط]
انهض أبا طالب إلينا |
|
واسقط سقوط الندى علينا |
__________________
(١) انظر الإحاطة ج ١ ص ١١٢.
(٢) أراد شقائق النعمان.
(٣) في أ: «ياطالبا لكمالك».
(٤) انظر القلائد ص ٤٦.