وقال أيضا : [البسيط]
إن شئت فوزا بمطلوب الكرام غدا |
|
فاسلك من العمل المرضيّ منهاجا (١) |
واغلب هوى النفس لا يغررك خادعه |
|
فكل شيء يحط القدر منهاجا (٢) |
وقال الأديب الكبير الشهير أبو محمد عبد الله بن صارة (٣) البكري الشنتريني رحمه الله تعالى: [الوافر]
بنو الدنيا بجهل عظّموها |
|
فجلّت عندهم وهي الحقيره |
يهارش بعضهم بعضا عليها |
|
مهارشة الكلاب على العقيره (٤) |
وقال : [الخفيف]
أي عذر يكون لا أي عذر |
|
لابن سبعين مولع بالصّبابه (٥) |
وهو ماء لم تبق منه الليالي |
|
في إناء الحياة إلا صبابه (٦) |
وقال أيضا : [الوافر]
ولقد طلبت رضا البرية جاهدا |
|
فإذا رضاهم غاية لا تدرك (٧) |
وأرى القناعة للفتى كنزا له |
|
والبر أفضل ما به يتمسك |
وقال أبو محمد ابن صاحب الصلاة الداني ، ويعرف بعبدون : [الطويل]
وعجّل شيبي أنّ ذا الفضل مبتلى |
|
بدهر غدا ذو النقص فيه مؤمّلا |
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى |
|
بها الحرّ يشقى واللئيم مموّلا |
متى ينعم المعتر عينا إذا اعتفى |
|
جوادا مقلا أو غنيّا مبخّلا (٨) |
وقال أبو الحكم عبيد الله الأموي مولاهم الأندلسي : [الطويل]
__________________
(١) المنهاج والمنهج : الطريق الواضحة.
(٢) قوله «منهاجا» مؤلفة من ثلاث كلمات : «من» الجارة. و «ها» ضمير المؤنثة الغائبة ويعود على النفس و «جا» أي جاء ، وقد حذفت الهمزة وهو جائز.
(٣) جاء في الأصول هنا «بن سارة» بالسين.
(٤) يهارش هراشا ومهارشة : يخاصم وينقض. والعقيرة : ما عقر من صيد أو غيره.
(٥) الصّبابة ، بفتح الصاد : العشق.
(٦) الصّبابة ، بضم الصاد : بقية الماء في الإناء. وصبابة العيش : قليله وبقيته.
(٧) البرية : الناس. وقد أخذ البيت من القول «رضا الناس غاية لا تدرك».
(٨) المعترّ : الفقير المعترض للمعروف من غير أن يسأل.