أتاني كتابك مستشفعا |
|
بوجه أبى الحسن من ردّه |
ومن قبل فضّي ختم الكتاب |
|
قرأت الشفاعة في خدّه |
وقال القاضي الأديب ، والفيلسوف الأريب ، أبو الوليد الوقشي قاضي طليطلة : [السريع]
برّح بي أنّ علوم الورى |
|
قسمان ما إن فيهما مزيد |
حقيقة يعجز تحصيلها |
|
وباطل تحصيله لا يفيد |
وقال أبو عبد الله بن الصفار وهو من بيت القضاء والعلم بقرطبة : [السريع]
لا تحسب الناس سواء متى |
|
ما اشتبهوا فالنّاس أطوار |
وانظر إلى الأحجار ، في بعضها |
|
ماء ، وبعض ضمنه نار (١) |
وهذا مثل قول غيره : [السريع]
الناس كالأرض ومنها هم |
|
من خشن الطّبع ومن ليّن |
مرو تشكّى الرجل منه الوجى |
|
وإثمد يجعل في الأعين (٢) |
ومن نظم ابن الصفار المذكور : [المجتث]
إذا نويت انقطاعا |
|
فاعمل حساب الرّجوع |
وقال أبو مروان الجزيري : [الكامل]
ومن العجائب والعجائب جمّة |
|
أن يلهج الأعمى بعيب الأعور |
وقال حسان بن المصيصي كاتب الظافر بن عباد ملك قرطبة : [الكامل]
لا تأمننّ من العدوّ لبعده |
|
إن امرأ القيس اشتكى الطمّاحا |
وقال الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي [قدس سره العزيز](٣) في كتاب «الإسفار ، عن نتائج الأسفار» : أنشدني الكاتب الأديب أبو عمرو بن مهيب بإشبيلية أبياتا عملها في حمود بن إبراهيم بن أبي بكر الهرغي (٤) ، وكان أجمل أهل زمانه ، رآه عندنا زائرا وقد خط
__________________
(١) استقى فكرة هذا البيت من قوله تعالى (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ).
(٢) المرو : الحجارة الصلبة. وفي ه «مدر تشكي الرجال منه الوجى». والوجى : الحفا. والإثمد : حجر أسود يكتحل به.
(٣) في ب «محيي الدين بن عربي في كتاب ...».
(٤) في ج «الهرعي» بالعين المهملة.