وقال في رثائه : [السريع]
فرّ إلى الجنّة حوريّها |
|
وارتفع الحسن من الأرض |
وأصبح العشّاق في مأتم |
|
بعضهم يبكي على بعض |
وقال فيه : [الرمل]
هتف الناعي بشجو الأبد |
|
إذ نعى موسى بن عبد الصمد |
ما عليهم ويحهم لو دفنوا |
|
في فؤادي قطعة من كبدي (١) |
ولابن سهل الإسرائيلي في موسى هذا ما هو مثبت في ديوانه.
وكان محمد بن أحمد بن أبي بكر القرموطي المرسي من أعرف أهل الأندلس بالعلوم القديمة : المنطق والهندسة والعدد والموسيقى والطب ، فيلسوفا طبيبا ماهرا ، آية الله في المعرفة بالأندلس ، يقرئ الأمم بألسنتهم فنونهم التي يرغبون فيها وفي تعلّمها ، ولمّا تغلّب طاغية الروم على مرسية عرف له حقّه ، فبنى له مدرسة يقرئ فيها المسلمين والنصارى واليهود ، وقال له يوما وقد أدنى منزلته : لو تنصّرت (٢) وحصّلت الكمال كان لك عندي كذا ، وكنت كذا ، فأجابه بما أقنعه ؛ ولمّا خرج من عنده قال لأصحابه : أنا عمري كلّه أعبد إلها واحدا ، وقد عجزت عمّا يجب له ، فكيف حالي لو كنت أعبد ثلاثة كما طلب الملك مني؟ انتهى.
وقال أبو عبد الله محمد بن سالم القيسي الغرناطي يخاطب السلطان على ألسنة أصحابه الأطباء الذين ببابه مورّيا بأسمائهم : [الخفيف]
قد جمعنا ببابكم سطر علم |
|
لبلوغ المنى ونيل الإراده |
ومن اسمائنا لكم حسن فال |
|
سالم ثم غالب وسعاده |
وقال أبو عبد الله بن عمر الإشبيلي الخطيب : [المتقارب]
وكلّ إلى طبعه عائد |
|
وإن صدّه المنع عن قصده |
كذا الماء من بعد إسخانه |
|
يعود سريعا إلى برده |
وقال الكاتب أبو زيد عبد الرحمن العثماني لمّا تغيّر حاله بإشبيلية : [الخفيف]
لا تسلني عن حالتي فهي هذي |
|
مثل حالي لا كنت يا من يراني |
__________________
(١) في أ: «ما عليهم وحدهم».
(٢) تنصرت : أي اعتنقت النصرانية.