إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا |
|
فإصلاح نفسي لا محالة أوجب |
وإن كان ما يفنى إلى النفس معجبا |
|
فإن الذي يبقى إلى العقل أعجب |
وقال الفقيه الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري رحمه الله تعالى : [الكامل]
أكياس جفوا أوطانهم |
|
فالأرض أجمعها لهم أوطان (١) |
جالت عقولهم مجال تفكر |
|
وجلالة فبدا لها الكتمان |
ركبت بحار الفهم في فلك النهى |
|
وجرى بها الإخلاص والإيمان |
فرست بهم لما انتهوا بجفونهم |
|
مرسى لهم فيه غنى وأمان |
وقال أبو جعفر بن خاتمة رحمه الله تعالى : [البسيط]
يا من يغيث الورى من بعد ما قنطوا |
|
ارحم عبادا أكفّ الفقر قد بسطوا (٢) |
عوّدتهم بسط أرزاق بلا سبب |
|
سوى جميل رجاء نحوه انبسطوا |
وعدت بالفضل في ورد وفي صدر |
|
بالجود إن أقسطوا والحلم إن قسطوا (٣) |
عوارف ارتبطت شم الأنوف لها |
|
وكل صعب بقيد الجود يرتبط (٤) |
يا من تعرّف بالمعروف فاعترفت |
|
بجم إنعامه الأطراف والوسط |
وعالما بخفيّات الأمور فلا |
|
وهم يجوز عليه لا ولا غلط |
عبد فقير بباب الجود منكسر |
|
من شأنه أن يوافي حين ينضغط |
مهما أتى ليمدّ الكف أخجله |
|
قبائح وخطايا أمرها فرط |
يا واسعا ضاق خطو الخلق عن نعم |
|
منه إذا خطبوا في شكرها خبطوا |
وناشرا بيد الإجمال رحمته |
|
فليس يلحق منه مسرفا قنط |
ارحم عبادا بضنك العيش قد قنعوا |
|
فأينما سقطوا بين الورى لقطوا (٥) |
إذا توزعت الدنيا فما لهم |
|
غير الدجنّة لحف والثّرى بسط (٦) |
لكنهم من ذرا علياك في نمط |
|
سام رفيع الذرا ما فوقه نمط |
__________________
(١) أكياس : أذكياء.
(٢) قنطوا : يئسوا.
(٣) أقسطوا : عدلوا. وقسطوا : جاروا وظلموا.
(٤) عوارف : جمع عارفة ، وهي المعروف ، العطية.
(٥) ضنك العيش : ضيقه.
(٦) الدجنة : ظلمة الليل.