يفيض من جود يديه على |
|
عافيه ما منه تحار البحار (١) |
اليمن من يمناه حكم جرى |
|
واليسر من شيمة تلك اليسار |
أخ صفا منه لنا واحد |
|
فالدهر مما قد جنى في اعتذار |
فإن شكرنا فضله مرة |
|
فقد سكرنا من نداه مرار |
ونحن منه في جوار العلا |
|
تدور للسعد بنا منه دار |
الحافظ الله وأسماؤه |
|
لذلك الجار وذاك الجوار |
رجع : وقد رأيت أن أثبت هنا رسالة خاطب بها الكاتب البارع القاضي أبو المطرف بن عميرة المخزومي الشيخ الحافظ أبا عبد الله بن الأبار ، يذكر له أخذ العدو مدينة بلنسية وهي : [الطويل]
ألا فيئة للدهر تدنو بمن نأى |
|
وبقيا يرى منها خلاف الذي رأى (٢) |
ويا من عذيري منه يغدر من أوى |
|
إليه ولا يدري سوى خلف من وأى (٣) |
ذخائر ما في البر والبحر صيده |
|
فلا لؤلؤا أبقى عليه ولا وأى |
أيها الأخ الذي دهش ناظري لكتابه ، بعد أن أدهش خاطري من إغبابه ، وسرني من بشره إيماض ، بعد أن ساءني من جهته إعراض ، جرت على ذكره الصلة فقوّم قدح نبعتها ، وروى أكناف قلعتها (٤) ، وأحدث ذكرا من عهدنا الماضي فنقّط وجه عروسه ، وشعشع خمر كؤوسه ، وسقى بماء الشبيبة ثراه ، وأبرز مثال مرآة الغريبة (٥) مرآه ، فبورك فيه أحوذيا (٦) وصل رحمه ، وكسا منظره من البهجة ما كان حرمه ، وحيا الله تعالى منه وليا على سالف عهدي تمادى ، وبشعار ودي نادى ، وبين الإحسان شيمته (٧) ، وأبان والبيان لا تنجاب عنه ديمته ، ولا تغلو بغير قلمه قيمته واعتذر عن كلمة تمني تبديلها ، ودعوة ذكر وجوم النادي لها ، ثم أرسلها ترجف
__________________
(١) عافيه : طالب معروفه.
(٢) فيئة : عودة ورجوع. ووقع في ج «ألا فئة للدهر تدنو بمن نأى».
(٣) في ج «ويا من عذيري منه يعذر من أوى» وضمير «منه» يعود للدهر. ووأى : وعد.
(٤) في ب «تلعتها».
(٥) في ب ، ه «وأبرز مثل مرآة الغربية مرآه».
(٦) الأحوذي : الذي يسوق الأمور سوقا حسنا.
(٧) في ج «وبين والإحسان شيمته».