حليتها واحتفل في عملها ، فأراهم إياها ، وقال : أريد أن أقصد بها بعض الأكابر ، وأريد أن تتمموا احتفالي بأن تصنعوا لي بينكم أبيات شعر أقدمها معها ، فأطرق الجماعة ، وقال أبو الطاهر: [الكامل]
وافتك من عدد العلا زنجيّة |
|
في حلّة من حلية تتبختر |
صفراء سوداء الحليّ كأنّها |
|
ليل تطرزه نجوم تزهر |
فلم يغب الرجل عنهم إلا يسيرا ، وإذ به قد عاد إليهم ، وفي يده قلم نحاس مذهب ، فقال لهم : وهذا [مما] أعددته للدفع مع هذه المحبرة ، فتفضلوا بإكمال الصنيعة عندي بذكره ، فبدر. أبو الطاهر وقال : [الكامل]
حملت بأصفر من نجار حليها |
|
تخفيه أحيانا وحينا تظهر (١) |
خرسان إلّا حين يرضع ثديها |
|
فتراه ينطق ما يشاء ويذكر (٢) |
قال ابن الأبار في «تحفة القادم» وحضر يوما في جماعة من أصحابه وفيهم أبو عبد الله ابن زرقون في (٣) شعبان في مكان ، فلما تملّئوا (٤) من الطعام قال أبو الطاهر لابن زرقون : أجز يا أبا عبد الله ، وأنشد : [الطويل]
حمدت لشعبان المبارك شبعة |
|
تسهل عندي الجوع في رمضان |
كما حمد الصبّ المتيم زورة |
|
تحمل فيها الهجر طول زمان (٥) |
فقال :
دعوها بشعبانيّة ولو انهم |
|
دعوها بشبعانيّة لكفاني |
وقال أبو عبد الله بن خميس الجزائري (٦) : [الوافر]
تحفّظ من لسانك ، ليس شيء |
|
أحقّ بطول سجن من لسان |
وكن للصمت ملتزما إذا ما |
|
أردت سلامة في ذا الزّمان |
وقال أيضا : [البسيط]
__________________
(١) في ب «وحينا يظهر».
(٢) في نسخة عند ج «غرثان إلا حين يرضع ثديها».
(٣) في ب «في عقب شعبان».
(٤) في ه «فلما ثملوا من الطعام» تحريف.
(٥) الصب : العاشق المشتاق. والمتيم : العاشق المغرم.
(٦) في ه «الجزيري».