معتّقة كالتّبر أمّا بخارها |
|
فضخم وأمّا جسمها فرقيق (١) |
وقوله : [المتقارب]
قد وجدنا الحبيب يصفي وداده |
|
وحمدنا ضميره واعتقاده |
قرّب الحبّ من فؤاد محبّ |
|
لا يرى هجره ولا إبعاده |
وقال عند حصول رندة في ملكه : [مجزوء الكامل]
لقد حصّنت يا رنده |
|
فصرت لملكنا عدّة (٢) |
أفادتناك أرماح |
|
وأسياف لها حدّه |
وقال رحمه الله تعالى : [مجزوء الكامل]
اشرب على وجه الصّباح |
|
وانظر إلى نور الأقاح |
واعلم بأنّك جاهل |
|
ما لم تقل بالاصطباح (٣) |
فالدّهر شيء بارد |
|
ما لم تسخّنه براح (٤) |
ومن حكايات المعتضد عباد ما ذكره غير واحد أن ابن جاخ الشاعر ورد على حضرته ، فدخل الدار المخصوصة بالشعراء ، فسألوه ، فقال : إني شاعر ، فقالوا : أنشدنا من شعرك ، فقال : [الكامل]
إنّي قصدت إليك يا عبّادي |
|
قصد القليق بالجري للوادي |
فضحكوا منه وازدروه ، فقال بعض عقلائهم : دعوه فإن هذا شاعر ، وما يبعد أن يدخل مع الشعراء ويندرج في سلكهم ، فلم يبالوا بكلام الرجل ، وتنادروا على المذكور ، فبقي معهم ، وكان لهم في تلك الدولة يوم مخصوص لا يدخل فيه على الملك غيرهم ، وربما كان يوم الاثنين ، فقال بعض لبعض : هذه شنعة بنا أن يكون مثل هذا البادي يقدم علينا ، ويجترئ على الدخول معنا ، فاتفقوا على أن يكون هو أول متكلم في اليوم المخصوص بهم عند جلوس السلطان ، وقد رأوا أن يقول مثل ذلك الشعر المضحك فيطرده عنهم ، ويكون ذلك حسما لعلة إقدام مثله عليهم ، فلما كان اليوم المذكور ، وقعد السلطان في مجلسه ، ونصب الكرسي لهم
__________________
(١) في ه «وأما جسمها فدقيق». وفي ب «أما نجارها».
(٢) في ب «لقد حصلت يا رنده».
(٣) الاصطباح : الشرب صباحا.
(٤) الراح : الخمر.