وتوسّموا بمدامع منهلّة |
|
تحت الدّياحي والأنام نيام (١) |
وتلوا من الذّكر الحكيم جوامعا |
|
جمعت لها الألباب والأفهام |
يا صاح لو أبصرت ليلهم وقد |
|
صفت القلوب وصفّت الأقدام |
لرأيت نور هداية قد حفّهم |
|
فسرى السرور وأشرق الإظلام |
فهم العبيد الخادمون مليكهم |
|
نعم العبيد وأفلح الخدّام |
سلموا من الآفات لما استسلموا |
|
فعليهم حتى الممات سلام |
وقال العالم الكبير الشهير صاحب التآليف أبو محمد عبد الحق الإشبيلي رحمه الله تعالى : [البسيط]
قالوا صف الموت يا هذا وشدّته |
|
فقلت وامتدّ منّي عندها الصوت |
يكفيكم منه أنّ الناس إن وصفوا |
|
أمرا يروّعهم قالوا هو الموت (٢) |
وقال الخطيب الأستاذ أبو عبد الله محمد بن صالح الكناني الشاطبي نزيل بجاية : [الوافر]
جعلت كتاب ربّي لي بضاعه |
|
فكيف أخاف فقرا أو إضاعه |
وأعددت القناعة رأس مال |
|
وهل شيء أعز من القناعه؟ |
وقال القاضي الكبير الأستاذ الشهير أبو العباس أحمد بن الغماز البلنسي نزيل إفريقية : [الطويل]
هو الموت فاحذر أن يجيئك بغتة |
|
وأنت على سوء من الفعل عاكف |
وإيّاك أن تمضي من الدّهر ساعة |
|
ولا لحظة إلا وقلبك واجف (٣) |
وبادر بأعمال تسرّك أن ترى |
|
إذا نشرت يوم الحساب الصّحائف |
ولا تيأسن من رحمة الله إنّه |
|
لربّ العباد بالعباد لطائف |
وقال رحمه الله تعالى : [المتقارب]
أما آن للنّفس أن تخشعا |
|
أما آن للقلب أن يقلعا (٤) |
__________________
(١) المنهلة : المنسكبة. والدياجي : الظلمات.
(٢) في ه «يكفيهم منه أن الناس ...».
(٣) تمضي : فعل مضارع منصوب بأن ومن حق العربية أن تكون علامة نصبه الفتحة ، ولكن للضرورة حذفت الفتحة ، وواجف : خافق.
(٤) أقلع عن الشيء : تركه وكفّ عنه.