ولن أرى أعجب من آنس |
|
من مثل ما يمسك يرتاع (١) |
فاستحسنه ، وأمر له بجائزة.
قال ابن ظافر : وبيته عندي أحسن من بيت المعتمد ، انتهى.
وقال ابن بسام (٢) : كان في قصر المعتمد فيل من الفضة على شاطىء بركة يقذف الماء ، وهو الذي يقول فيه عبد الجليل بن وهبون من بعض قصيدة : [الوافر]
ويفرغ فيه مثل النّصل بدع |
|
من الأفيال لا يشكو ملالا |
رعى رطب اللّجين فجاء صلدا |
|
تراه قلّما يخشى هزالا |
فجلس المعتمد يوما على تلك البركة والماء يجري من ذلك الفيل ، وقد أوقدت شمعتان من جانبيه ، والوزير أبو بكر بن الملح عنده ، فصنع الوزير فيهما عدة مقاطيع بديها منها : [البسيط]
ومشعلين من الأضواء قد قرنا |
|
بالماء والماء بالدّولاب منزوف |
لاحا لعيني كالنّجمين بينهما |
|
خطّ المجرّة ممدود ومعطوف |
وقال أيضا : [البسيط]
كأنّما النّار فوق الشّمعتين سنا |
|
والماء من منفذ الأنبوب منسكب (٣) |
غمامة تحت جنح اللّيل هامعة |
|
في جانبيها خفاق البرق يضطرب (٤) |
وقال أيضا : [الطويل]
وأنبوب ماء بين نارين ضمّنا |
|
هدى لكؤوس الراح تحت الغياهب (٥) |
كأنّ اندفاع الماء بالماء حيّة |
|
يحرّكها في الماء لمع الحباحب (٦) |
وقال أيضا : [الطويل]
كأنّ سراجي شربهم في التظائها |
|
وأنبوب ماء الفيل في سيلانه |
كريم تولّى كبره من كليهما |
|
لئيمان في إنفاقه يعذلانه (٧) |
__________________
(١) في ب ، ه «ولن ترى أعجب من آنس».
(٢) انظر بدائع البداءة ج ٢ ص ١٣٧.
(٣) في ب ، ه «والماء من نفذ الأنبوب منسكب».
(٤) الهامعة : التي تسكب المطر.
(٥) في ب «هوى الكؤوس ...».
(٦) في نسخة «كأن اندفاع الماء بالنار».
(٧) يعذلانه : يلومانه.