هلّا استعدّ لمشهد يجزى به |
|
من قد أعدّ من اهتدى ومن اعتدى |
وقال أيضا (١) : [الطويل]
هو الموت فاحذر أن يجيئك بغتة |
|
وأنت على سوء من الفعل عاكف |
وإيّاك أن تمضي من الدّهر ساعة |
|
ولا لحظة إلا وقلبك واجف |
فبادر بأعمال يسرّك أن ترى |
|
إذا طويت يوم الحساب الصّحائف |
ولا تيأسن من رحمة الله إنّه |
|
لربّ العباد بالعباد لطائف |
ولما استوزر باديس صاحب غرناطة اليهودي الشهير بابن نغدلة (٢) ، وأعضل داؤه المسلمين ، قال زاهد البيرة وغرناطة أبو إسحاق الإلبيري قصيدته النونية المشهورة التي منها في إغراء صنهاجة باليهود : [المتقارب]
ألا قل لصنهاجة أجمعين |
|
بدور الزمان وأسد العرين |
مقالة ذي مقة مشفق |
|
صحيح النّصيحة دنيا ودين |
لقد زلّ سيدكم زلّة |
|
أقرّ بها أعين الشّامتين |
تخيّر كاتبه كافرا |
|
ولو شاء كان من المؤمنين |
فعزّ اليهود به وانتموا |
|
وسادوا وتاهوا على المسلمين (٣) |
وهي قصيدة طويلة ، فثارت إذ ذاك صنهاجة على اليهود ، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وفيهم الوزير المذكور ، وعادة أهل الأندلس أن الوزير هو الكاتب ، فأراح الله العباد والبلاد (٤) ، ببركة هذا الشيخ الذي نور الحق على كلامه باد.
وقال أبو الطاهر الجياني المشهور بابن أبي ركب بفتح الراء وسكون الكاف : [مجزوء الوافر]
يقول النّاس في مثل |
|
تذكّر غائبا تره |
فما لي لا أرى سكنى |
|
ولا أنسى تذكّره |
وكان أبو الطاهر هذا في جملة من الطلبة ، فمر بهم رجل معه محبرة آبنوس تأنّق في
__________________
(١) مضت هذه الأبيات ص (٢٣٠).
(٢) كاذ في أ، ب ، ه. وقد كثر في هذا الاسم التصحيف.
(٣) تاه : تكبّر.
(٤) في ، ب ه «فأراح الله البلاد والعباد».