فليل فيه همّ مستكنّ |
|
ويوم فيه شرّ مستطير (١) |
ونرجو أن يتيح الله نصرا |
|
عليهم ، إنه نعم النصير (٢) |
ومن مشهور ما قيل في ذلك قول الأديب الشهير أبي البقاء صالح بن شريف الرندي رحمه الله تعالى : [البسيط]
لكلّ شيء إذا ما تم نقصان |
|
فلا يغرّ بطيب العيش إنسان |
هي الأمور كما شاهدتها دول |
|
من سرّه زمن ساءته أزمان (٣) |
وهذه الدار لا تبقي على أحد |
|
ولا يدوم على حال لها شان |
يمزق الدهر حتما كلّ سابغة |
|
إذا نبت مشرفيّات وخرصان (٤) |
وينتضي كل سيف للفناء ولو |
|
كان ابن ذي يزن والغمد غمدان |
أين الملوك ذوو التيجان من يمن |
|
وأين منهم أكاليل وتيجان |
وأين ما شاده شدّاد في إرم |
|
وأين ما ساسه في الفرس ساسان |
وأين ما حازه قارون من ذهب |
|
وأين عاد وشداد وقحطان |
أتى على الكلّ أمر لا مرد له |
|
حتى قضوا فكأنّ القوم ما كانوا |
وصار ما كان من ملك ومن ملك |
|
كما حكى عن خيال الطيف وسنان |
دار الزمان على دارا وقاتله |
|
وأمّ كسرى فما آواه إيوان (٥) |
كأنما الصعب لم يسهل له سبب |
|
يوما ولا ملك الدنيا سليمان |
فجائع الدهر أنواع منوّعة |
|
وللزمان مسرّات وأحزان |
وللحوادث سلوان يسهلها |
|
وما لما حلّ بالإسلام سلوان |
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له |
|
هوى له أحد وانهدّ ثهلان (٦) |
أصابها العين في الإسلام فارتزأت |
|
حتى خلت منه أقطار وبلدان (٧) |
__________________
(١) المستكن : المستتر ، والشر المستطير : المنتشر المتسع.
(٢) يتيح : يهيئ ويقدّر.
(٣) دول : متداولة.
(٤) السابغة : الدروع. والمشرفيات : السيوف ، ونبوها : ألا تصيب الضريبة. والخرصان : أراد بها الرماح.
(٥) قاتل دارا هو الإسكندر الأكبر ، وإيوان كسرى : ديوان ملكه.
(٦) أحد وثهلان : جبلان.
(٧) في ب ، ه «أصابها العين في الإسلام فامتحنت».