أكلّما سنحت ذكرى طربت لها |
|
مجّت دموعك في خدّيك طوفانا |
أما سمعت بسلطان شبيهك قد |
|
بزّته سود خطوب الدهر سلطانا (١) |
وطّن على الكره وارقب إثره فرجا |
|
واستغفر الله تغنم منه غفرانا |
وقال أبو عامر البرياني في الصنم الذي بشاطبة (٢) : [البسيط]
بقيّة من بقايا الروم معجبة |
|
أبدى البناة بها من علمهم حكما |
لم أدر ما أضمروا فيه سوى أمم |
|
تتابعت بعد سمّوه لنا صنما |
كالمبرد الفرد ما أخطا مشبّهه |
|
حقّا لقد برد الأيام والأمما |
كأنه واعظ طال الوقوف به |
|
ممّا يحدّث عن عاد وعن إرما |
فانظر إلى حجر صلد يكلّمنا |
|
أسمى وأوعظ من قسّ لمن فهما (٣) |
قيل : لو قال مكان «حكما» «علما» لأحسن.
وقال السميسر (٤) : [المتقارب]
إذا شئت إبقاء أحوالكا |
|
فلا تجر جاها على بالكا |
وكن كالطريق لمجتازها |
|
يمرّ وأنت على حالكا |
وقال : [مجزوء الرمل]
هن إذا ما نلت حظا |
|
فأخو العقل يهون |
فمتى حطّك دهر |
|
فكما كنت تكون |
وقال أبو الربيع بن سالم الكلاعي : أنشدني أبو محمد الشلبي ، أنشدني أبو بكر بن منخل ، لنفسه (٥) : [الطويل]
مضت لي ستّ بعد سبعين حجّة |
|
ولي حركات بعدها وسكون |
فيا ليت شعري أين أو كيف أو متى |
|
يكون الذي لا بدّ أن سيكون |
__________________
(١) بزته سلطانه : غلبته عليه وسلبته إياه.
(٢) انظر التكملة ص ٤٣٦.
(٣) قس : هو قس بن ساعدة الإيادي أحد خطباء العرب المشهورين في الجاهلية.
(٤) انظر التكملة ص ٤٧٠.
(٥) انظر التكملة ص ٤٩٦.