قال : فاستحسنه المعتمد ، وكنت رابعا في الإنشاد فجعلني ثانيا ، وأجازني بجائزة سنيّة.
قال ابن ظافر : وقد أخذت هذا المعنى ، فقلت أصف روضا : [الطويل]
فلو دام ذاك النبت كان زبرجدا |
|
ولو جمدت أنهاره كان بلّورا |
ولما قال ابن ظافر : [الرجز]
قد أذكت الشمس على الما لهبا (١)
قال القاضي الأعز :
فكست الفضّة منه ذهبا
رجع ـ ولمّا خلع المعتمد وسجن بأغمات قلت له (٢) : يا سيدي ، لقد هنّا هنا ، فقال :
[مجزوء الرجز]
قالت لقد هنّا هنا |
|
مولاي ، أين جاهنا |
قلت لها إلهنا |
|
صيّرنا إلى هنا |
وحكي أنها قالت له وقد مرض : يا سيدي ، ما لنا قدرة على مرضاتك في مرضاتك (٣).
ولمّا قال الوزير ابن عمار قصيدته اللامية الشهيرة في المعتمد والرميكية أغرت المعتمد به حتى قتله ، وضربه بالطبرزين ففلق رأسه (٤) ، وترك الطبرزين في رأسه ، فقالت الرميكية : قد بقي ابن عمار هدهدا ، والقصيدة أوّلها : [المتقارب]
ألا حيّ بالغرب حيّا حلالا |
|
أنا خوا جمالا وحازوا جمالا |
وعرّج بيومين أمّ القرى |
|
ونم فعسى أن تراها خيالا |
ويومين : قرية بإشبيلية كانت منها أوّلية بني عباد.
وفي هذه القصيدة يقول معرضا بالرميكية :
تخيّرتها من بنات الهجان |
|
رميكية ما تساوي عقالا |
فجاءت بكلّ قصير العذار |
|
لئيم النّجارين عمّا وخالا |
__________________
(١) الما : الماء.
(٢) في ب : «قالت له».
(٣) مرضاتك الأولى بمعنى رضاك. والثانية جمع مرضة ، المرة من المرض.
(٤) في ه : «حتى تغلق رأسه».