أخامسهم كان أم سادسا؟ |
|
وقد جلّيت بين خطّابها |
وقولك : أنتم بنو بنته |
|
ولكن بنو العم أولى بها |
بنو البنت أيضا بنو عمّه |
|
وذلك أدنى لأنسابها |
فدع في الخلافة فصل الخلاف |
|
فليست ذلولا لركّابها |
وما أنت والفحص عن شأنها |
|
وما قمصّوك بأثوابها |
وما ساورتك سوى ساعة |
|
فما كنت أهلا لأسبابها |
وكيف يخصّوك يوما بها؟ |
|
ولم تتأدّب بآدابها |
* * *
وقلت : بأنكم القاتلون |
|
أسود أميّة في غابها |
كذبت وأسرفت فيما ادّعيت |
|
ولم تنه نفسك عن عابها |
فكم حاولتها سراة لكم |
|
فردّت على نكص أعقابها |
ولو لا سيوف أبي مسلم (١) |
|
لعزّت على جهد طلّابها |
وذلك عبد لهم لا لكم |
|
رعى فيكم قرب أنسابها |
وكنتم أسارى ببطن الحبوس |
|
وقد شفّكم لثم أعتابها |
فأخرجكم وحباكم بها |
|
وألبسكم فضل جلبابها |
فجازيتموه بشرّ الجزاء |
|
لطغوى النفوس وإعجابها |
* * *
فدع ذكر قوم رضوا بالكفاف |
|
وجاؤوا الخلافة من بابها |
هم الزاهدون هم العابدون |
|
هم الساجدون بمحرابها |
هم الصائمون هم القائمون |
|
هم العالمون بآدابها |
هم قطب ملّة دين الإله |
|
ودور الرحى حول أقطابها |
عليك بلهوك بالغانيات |
|
وخلّ المعالي لأصحابها |
ووصف العذارى وذات الخمار |
|
ونعت العقار (٢) بألقابها |
وشعرك في مدح ترك الصلاة |
|
وسعي السّقاة بأكوابها |
فذلك شأنك لا شأنهم |
|
وجري الجياد بأحسابها |
(أدب الطف للسيد جواد شبّر ، ص ٣١٧)
__________________
(١) هو أبو مسلم الخراساني الّذي قاد الثورة ضد الأمويين.
(٢) العقار : الخمر.