مَرْضاتِ) [البقرة : ٢٠٧]. ووصفه الله بالإيمان فقال : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) [المائدة : ٥٥] والمراد به أمير المؤمنين. وقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«أنت مني بمنزلة هرون من موسى ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة».
وأنت يا معاوية ، نظر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليك يوم الأحزاب ، فرأى أباك على جمل يحرّض الناس على قتاله ، وأخوك يقود الجمل ، وأنت تسوقه ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لعن الله الراكب والقائد والسائق». وما قابله أبوك في موطن إلا ولعنه ، وكنت معه.
ولّاك عمر الشام فخنته ، ثم ولّاك عثمان فتربصت عليه. وأنت الّذي كنت تنهى أباك عن الإسلام ، حتّى قلت مخاطبا له :
يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحنا |
|
بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا |
لا تركننّ إلى أمر تقلّدنا |
|
والراقصات بنعمان به الحرقا |
وكنت يوم بدر وأحد والخندق والمشاهد كلها تقاتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقد علّمت المسلمين الّذي ولدت عليه.
توضيح (١) : قال الأصمعي وهشام الكلبي في كتابه المسمى (بالمثالب) : إن معاوية كان يقال إنه من أربعة من قريش : عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، ومسافر بن أبي عمرو ، وأبي سفيان ، والعباس بن عبد المطلب. وهؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان. وكان كل منهم يتّهم بهند (أم معاوية).
ثم التفت الحسن عليهالسلام إلى عمرو بن العاص وقال : أما أنت يابن النابغة (أمه النابغة ، كانت أمة فسبيت ، فاشتراها عبد الله بن جدعان ، فكانت بغيّا كما سترى) فادّعاك خمسة من قريش ، غلب عليك ألأمهم وهو العاص ، وولدت على فراش مشرك ، وفيك نزل قوله تعالى : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣) [الكوثر : ٣]. وكنت عدوّ الله وعدوّ رسوله وعدوّ المسلمين ... ثم نفض الحسن عليهالسلام ثوبه وقام.
توضيح (٢) : وذكر الكلبي أيضا في كتاب (المثالب) قال كانت النابغة أم عمرو بن العاص من البغايا أصحاب الرايات بمكة ، فوقع عليها العاص بن وائل في عدة من قريش ، منهم أبو لهب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة ، وأبو سفيان ، في طهر واحد.