.........................................
____________________________________
فقال : من أين ادّعيتم أنّ فاكهة الجنّة أبداً غضّة طريّة موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنّة؟ وما الدليل عليه من شاهدٍ لا يُجهل؟ فقال له أبي : «دليل ما ندّعي أنّ ترابنا أبداً يكون غضّاً طريّاً موجوداً غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع».
فاضطرب اضطراباً شديداً ، ثم قال : هلاّ زعمت أنّك لست من علمائها؟
فقال له أبي : ولا من جهّالها.
فقال له : أسألك عن مسألة؟
فقال : سل؟
فقال : أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل ولا من ساعات النهار.
فقال له أبي : «هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يهدأ فيها المبتلى ، ويرقد فيها الساهر ، ويفيق المغمى عليه ، جعلها الله في الدنيا رغبة للراغبين وفي الآخرة للعاملين لها دليلاً واضحاً وحجّة بالغة على الجاحدين المتكبّرين التاركين لها».
قال : فصاح النصراني صيحة ثمّ قال : بقيت مسألة واحدة والله لأسألك عن مسألة لا تهدي إلى الجواب عنها أبداً.
قال له أبي : سل فإنّك حانث في يمينك.
فقال : أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمّر أحدهما خمسون سنة ، وعمّر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا.
فقال له أبي : «ذلك عُزير وعُزيرة ولدا في يوم واحد ، فلمّا بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً ، مرّ عزير على حماره راكباً على قرية بأنطاكية وهي