.........................................
____________________________________
نحوهم حتّى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي ، ورُفع ذلك الخبر إلى هشام ، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي.
فأقبل وأقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا ، وأقبل عالم النصارى وقد شدّ حاجبيه بحريرة صفراء حتّى توسّطنا ، فقال إليه جميع القسّيسين والرهبان مسلّمين عليه ، فجاؤوا به إلى صدر المجلس فقعد فيه ، وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم ، فأدار نظره ثمّ قال : لأبي : أمنّا أم من هذه الاُمّة المرحومة؟
فقال أبي : بل من هذه الاُمّة المرحومة.
فقال : من أيّهم أنت من علمائها أم من جهّالها؟
فقال له أبي : لست من جهّالها.
فاضطرب اضطراباً شديداً.
ثمّ قال له : أسألك؟
فقال له أبي : سل.
فقال : من أين ادّعيتم أنّ أهل الجنّة يطعمون ويشربون ولايحدثون ولا يبولون وما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟
فقال له أبي : «دليل ما ندّعي من شاهدٍ لا يُجهل : الجنين في بطن اُمّه يطعم ولا يحدث» ، قال : فاضطرب النصراني اضطراباً شديداً ، ثمّ قال : هلاّ زعمت أنّك لست من علمائها؟
فقال له أبي : ولا من جهّالها ، وأصحاب هشام يسمعون ذلك.
فقال لأبي : أسألك عن مسألة اُخرى؟
فقال له أبي : سل.