كَما شَهِدَ اللهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَاُولُو الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ ، لا اِلهَ اِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيمُ (١).
____________________________________
(١) ـ «كما شهد الله لنفسه» إشارة إلى قوله تعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١) فالتوحيد الحقيقي ليس ممّا تطيقه القدرة البشرية ، لذلك نشهد له نحن بما شهد به هو لنفسه وبما أخبر به ذاته العليمة.
«وشهدت له ملائكته» أي وشده له بتوحيده جميع ملائكته ، وأقرّت به.
«واُولوا العلم من خلقه» أي وشَهِدَ له بتوحيده اُولوا العلم من خلقه ، من الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين.
«لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم» كرّر ذلك للتأكيد ، أو للتوصيف بالعزّة والحكمة.
والعزيز هو القاهر الغالب المنيع الذي لا يُغلب ولا يصل أحدٌ إلى كبريائه ، من العزّة بمعنى القوّة والشدّة والغلبة ، ومنه قوله تعالى : (وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) أي غلبني.
وللعزيز معنى ثانٍ وهو المَلِك ، ويشهد له قوله تعالى حكاية عن أخوه يوسف : (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ ...) أي يا أيّها الملك (٢).
والحكيم هو المُحِكم لأفعاله ، والعالِم بالحِكم والمصالح ، ومعنى الإحكام هو إتقان التدبير ، وحسن التصوير والتقدير.
(الشهادة الثانية) : الشهادة برسالة خاتم النبيّين عليه وآله صلوات المصلّين كما تلاحظها في فقرة هذه الزيارة بما يلي :
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٨.
(٢) التوحيد للصدوق : ص ٢٠٦.