.........................................
____________________________________
أحمد كالضوء من الضوء ، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت ...» (١).
وتلاحظ مظاهر هذه القدرة الربّانية في أحاديث سيرته (٢).
من ذلك ما حكاه في البحار عن الفائق جاء فيه :
كانت لعلي عليه السلام ضربتان : إذا تطاول قدّ ، وإذا تقاصر قطّ. وقالوا : كانت ضرباته أبكاراً ، إذا اعتلى قدّ وإذا اعترض قطّ ، وإذا أتى حصناً هدّ ، وقالوا : كانت ضرباته مبتكرات لا عوناً يقال : ضربة بكر أي قاطعة لا تثنّى ، والعون التي وقعت مختلسة فأحوجت إلى المعاودة.
ويقال : إنّه عليه السلام كان يوقعها على شدّة في الشدّة لم يسبقه إلى مثلها بطل ، زعمت الفرس أنّ اُصول الضرب ستّة وكلّها مأخوذة عنه وهي علويّة ، وسفليّة ، وغلبة ، وماله ، وحاله ، وجر وهام ...
وله ليلة الهرير ثلاث مائة تكبيرة ، أسقط بكلّ تكبيرة عدوّاً ، وفي رواية : خمسمائة وثلاثة وعشرون ، رواه الأعثم ، وفي رواية سبعمائة.
ولم يكن لدرعه ظهر ، ولا لمركوبه كرّ وفرّ. وحمل على المشركين فما زالوا يبقّطون ـ يعني تعادوا إلى الجبال منهزمين ـ.
وكانت قريش إذا رأوه في الحرب تواصت خوفاً منه.
وقد نظر إليه رجل وقد شقّ العسكر فقال : علمت بأنّ ملك الموت في الجانب الذي فيه علي.
وقد سمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله كرّاراً غير فرّار في حديث خيبر ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يهدّد الكفّار به عليه السلام (٣).
__________________
(١) أمالي الصدوق : ص ٤٦١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤١ ب ١١٣ ص ٢٧٩ ، وج ٤٢ ص ٣٣.
(٣) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٦٧ ـ ٦٨.