.........................................
____________________________________
واُدينة ، ورغد ، ورزين ، ورياح. ثمّ ما أوقفه من مساجده ، وآباره ، ونخيله ، وأنّه كانت غلّته اربعين ألف دينار ، جعلها صدقة ...
وإنّه كان يدعو اليتامى فيطعمهم العسل ، حتّى قال بعض أصحابه : لوددت أنّي كنت يتيماً ... وأنّه كان مثالاً للجود والعطاء حتّى نزل فيه قوله تعالى في سورة الليل : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ) (١).
كما تلاحظه في حديث فرات الكوفي بسنده عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال : «كان رجل مؤمن على عهد النبي صلى الله عليه وآله في دار حديقة ، وله جار له صِبية ، فكان يتساقط الرطب من النخلة فينشدون صبيته يأكلونه ، فيأتي الموسر فيخرج الرطب من جوف أفواه الصبية.
وشكا الرجل ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فأقبل وحده إلى الرجل فقال : بعني حديقتك هذه بحديقة في الجنّة.
فقال له الموسر : لا أبيعك عاجلاً بآجل!
فبكى النبي صلى الله عليه وآله ورجع نحو المسجد فلقيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له : يا رسول الله ما يكيك لا أبكى الله عينيك؟ فأخبره خبر الرجل الضعيف والحديقة.
فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام حتّى استخرجه من منزله وقال له : بعنى دارك.
قال الموسر : بحائطك الحسنيّ.
فصفق علي يده ، ودار إلى الضعيف فقال له : تحوّل إلى دارك فقد ملّكها الله ربّ العالمين لك.
وأقبل أمير المؤمنين عليه السلام ونزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمّد اقرأ : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ) (٢) إلى آخر السورة ، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقبّل بين عينيه ، ثمّ قال : بأبي أنت قد أنزل الله فيك هذه السورة الكاملة» (٣).
__________________
(١) سورة الليل : الآية ٥ ـ ٧.
(٢) سورة الليل : الآية ١ ـ ٣ إقرأها إلى آخرها.
(٣) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٣٧ ب ١٠٢ ح ١٥.