وَاَنْتُمْ اَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ (١)
____________________________________
(١) ـ أهل الرجل بمعنى أتباعه وأشياعه.
ومعدن الجوهر بمعنى محلّ استقرار الجوهر وإفاضته.
فمعنى هذه الفقرة الشريفة هو أنّكم أهل البيت سلام الله عليكم أهل الحقّ يعني أتباع الحقّ وأشياعه ، ومحلّ استقرار الحقّ وإفاضته.
حيث إنتهت إليكم العلوم الحقّة ، والمعالم الصادقة ، وصدر منكم كلّ حقّ وصدق ، وكنتم النموذج الكامل للحقائق ظاهراً وباطناً ، قولاً وعملاً.
فهم عليهم السلام المحور المركزي للحقّ ، يدور معهم الحقّ حيثما دار ، وهم المحك لمعرفة الحقّ عن الباطل.
وقد تواترت الأحاديث في ذلك من الفريقين (١).
ونموذج ذلك قوله صلى الله عليه وآله : «فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه» (٢).
وفي الحديث الجامع الذي رواه الحمويني في فرائد السمطين :
فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وابو ذرّ والمقداد بن عمّار فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وعلي عليه السلام إلى جنبه وهو يقول : «أيّها الناس إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن انصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي ، والذي فرض الله عزّ وجلّ على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي ، آمركم بولايته ، وإنّي راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغنّها أو ليعذّبني.
أيّها الناس إنّ الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم ، والزكاة والصوم والحجّ
__________________
(١) غاية المرام : ص ٥٣٩ ، فهرس إحقاق الحقّ : ١٧٨.
(٢) إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٤٧٩ ح ٧٧.