وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ (١)
____________________________________
(١) ـ الائتلاف والاُلفة : ضدّ الاختلاف ، وهو الإلتئام والإجتماع.
والفُرقة : هو التفرّق وإنفصال الأجزاء.
والمعنى : أنّ بموالاتكم ومتابعتكم والرجوع إليكم حصل الإئتلاف والاتّفاق والإلتئام بين الاُمّة.
وارتفعت الفُرقة والتفرّق الحاصل بالآراء الفاسدة والمذاهب الباطلة ، وطبيعي عدم حصول الفُرقة حتّى بين الاُمم المتعدّدة إذا رجعت إلى زعيم واحد إمام معصوم ، متّصل بربّ السماء ، ويهدي الاُمم بالأنوار العليا.
وفي خطبة الصدّيقة الطاهرة عليها السلام : «وطاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً للفُرقة» (١).
إذ هم عليهم السلام عدل القرآن الذي يلزم المسّك به مع القرآن ، ولا يحصل بينهما خلاف في أيّ آن ، وولايتهم قطب كلام الرحمن.
ففي حديث الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن ، وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن ، وبها يوهب الكتب ، ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقتدى بالقرآن وآل محمّد عليهم السلام ، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إنّي تارك فيكم الثقلين ...» (٢).
وبهم تأتلف القلوب وتجتمع الفُرقة كما في حديث النوادر عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيه : «فأنتم أهل الله الذين بكم تمّت النعمة ، واجتمعت الفُرقة ، وائتلفت الكلمة» (٣).
ولقد ائتلفت الفرقة بجّدهم الرسول ثمّ بهم ، ولم يظهر الشقاق والنفاق إلاّ
__________________
(١) الاحتجاج : ج ١ ص ١٣٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٢٧ ب ١ ح ٢٩.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٩ ص ١٩٤ ب ٢٣ ح ٥٨.