الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقلالإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل

الإلهيّات على هدى الكتاب والسنّة والعقل [ ج ٣ ]

تحمیل

شارك

الْكَاذِبِينَ (١) ، أي ليتحقق إبلاغ رسالات الله على ما هي عليه من غير تبديل ولا تغيير ، وهو ـ أي تحقق الإبلاغ على ما هو عليه ـ يتوقف على جعل الرصد والحفظة عليه في المراحل الثلاث جميعها : الأخذ والوعي والإبلاغ .

والثانية ، قوله : ( وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ . فإنّها أيضاً جملة مؤكدة لجعل الحراسة ، ومعناها أنّه سبحانه يحيط بما لدى الأنبياء من الوحي ، فيكون في أمانٍ من تطرّق التحريف .

وأمّا قوله : ( وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) ، فَمَسوقٌ لإفادة عموم علمه بكلِّ شيء ، من غير فرق بَيْنَ الوحي المُلْقى إلى الرسول وغيره .

وخلاصة الكلام : إنّ الوحي كالماء الصافي الزلال ، المنحدر من معينه ، ينزل من مصدره وهو خزائن علم الله تعالى ، إلى النبي ، ومنه إلى الناس ، من دون أن يتطرق إليه التحريف والتبديل من جانب الشياطين أو القوى النفسانية في النبي ، بل يصل كما صدر بلا أدنى تغيير .

قال العلامة الطباطبائي ، بعد بحثه في مفردات الآية على غرار ما ذكرناه : « إنّ الرسول مؤيَّدٌ بالعصمة في أخذ الوحي من ربّه ، وفي حفظه ، وفي تبليغه إلى الناس ، مصونٌ من الخطأ في الجهات الثلاث جميعاً . لما مرّ من دلالة الآية على أنّ ما نزّل الله من دينه على الناس من طريق الوحي ، مصون في جميع مراحله إلى أن ينتهي إلى الناس . ومن مراحله ، مرحلة أخذ الوحي وحفظه وتبليغه ، والتبليغ يعمّ القول والفعل ، فإنّ في الفعل تبليغاً ، كما في القول . فالرسول معصوم عن المعصية باقتراف المحرمات وترك الواجبات الدينية ، لأنّ في ذلك تبليغاً لما يناقض الدين . فهو معصوم من فعل المعصية ، كما أنّه معصوم من الخطأ في أخذ الوحي وحفظه وتبليغه قولاً » (٢) .

وفي ضوء هذه الآية الكريمة يمكن القول بأنّ مصونية الأنبياء عن الخطأ

__________________

(١) سورة العنكبوت : الآية ٣ .

(٢) الميزان في تفسير القرآن ، ج ٢٠ ، ص ١٣٣ .

left