إلى غير ذلك من الآيات الصريحة في قدرة الأنبياء على المخالفة » (١) .
* * *
الظاهر من كلمات المتكلمين أنّ العصمة موهبة إلهية يتفضل بها سبحانه على من يشاء من عباده بعد وجود أرضيات صالحة في نفس المعصوم وقابليات مصححة لإفاضتها عليهم .
قال الشيخ المفيد : « العصمة تَفَضُّلٌ من الله على من علم أنّه يتمسّك بعصمته » (٢) .
وقال السيد المرتضى : « العصمة لطف الله الذي يفعله تعالى ، فيختار العبد عنده الإمتناع عن فعل القبيح » (٣) .
وفي الآيات القرآنية تلميحات وإشارات إلى ذلك ، مثل :
قوله سبحانه : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ ﴾ (٤) .
وقوله سبحانه : ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ، وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُّبِينٌ ﴾ (٥) والضمير يرجع إلى أنبياء بني إسرائيل .
فإنّ قولَه : ( إِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ ، وقوله : ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ ، يدلّان على أنّ النبوة والعصمة وإعطاء الآيات
__________________
(١) لاحظ الميزان ، ج ١١ ، ص ١٧٩ .
(٢) تصحيح الإعتقاد ، ص ٦١ .
(٣) أمالي المرتضى ، ج ١ ، ص ١٤٨ .
(٤) سورة ص : الآيات ٤٥ ـ ٤٨ .
(٥) سورة الدخان : الآيتان ٣٢ و ٣٣ .