٥ ـ شخصية أتباعه الذين آمنوا به ولزموه وصحبوه .
٦ ـ ثباته في سبيل أهدافه ، وصموده في دعوته .
٧ ـ أثر رسالته في تغيير البيئة التي ظهر فيها .
ومن هذه القرائن يمكن أن يستنتج صدق الدعوى على وجهٍ ، وكذبها على وجه آخر ، ولا ندّعي اختصاص القرائن بها ، بل يمكن للممعن في رسالته ، وحياته ، استخراج قرائن أُخر ، يستدلّ بها على صدق دعواه ، وإليك بيانها ، واحدة بعد أُخرى .
* * *
نشأ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في أرفع بيت من بيوت قريش ، وأعلاها كعباً ، وأشرفها شأناً . فسيرة جدّه عبد المطلب ، وعمّه أبي طالب ، في الكرم والسخاء وإغاثة الملهوفين ، وحماية الضعفاء ، معروفة في التاريخ والسِيَر .
وأمّا سيرة النبي الأكرم ، فكفى في إشراقها أنّه كان يُدعى بـ « الأمين » ، وكان محلّ ثقة واعتماد العرب في فضّ نزاعاتهم . فالتاريخ يروي أنّه لولا حنكة الرسول في حادثة وقعت بين العرب في مكّة ، وإجماعهم على قبول قضائه ، لسالت دماؤهم وهلكت نفوسهم . وذلك أنّهم لما بلغوا في بناء الكعبة ـ التي هدمها السيل ـ موضع الركن ، اختصموا في وضع الحجر الأسود مكانه ، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأُخرى ، حتى تحالفوا واستعدّوا للقتال ، فَقَرَّبَتْ بنو عبد الدار جُفنة مملوءة دماً ، ثم تعاقدوا هم وبنو عُدَيْ على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة . فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمساً ، تُفَكِّر في مَخْلَص من هذه الورطة .
ثم إنّ أبا أُمية ابن المغيرة ، الذي
كان أَسن قريش كلها ، إقترح عليهم اقتراحاً ، قال : « يا معشر قريش ، إجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه ، أَوَّلَ من يدخل من باب هذا المسجد ، يقضي بينكم فيه » . ففعلوا . فكان أول داخل